يمثل أسطول الصمود العالمي مبادرة دولية بحرية يقودها المجتمع المدني، أُطلقت في منتصف عام 2025 بهدف رئيسي هو كسر الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ عام 2007. هذا الأسطول ليس مجرد محاولة لإيصال المساعدات الإنسانية، بل هو صرخة تضامن عالمية تهدف إلى تسليط الضوء على معاناة سكان غزة وتحفيز الضغط الدولي لإنهاء الحصار غير القانوني.
أهداف أسطول الصمود العالمي
تستمد المبادرة اسمها “الصمود” من الكلمة العربية التي تعكس الثبات والمقاومة والصبر في مواجهة الظروف الصعبة، وهي تجسد روح الشعب الفلسطيني. يسعى الأسطول إلى تحقيق عدة أهداف متكاملة تشمل الجانب الإنساني والسياسي:
1.كسر الحصار وإيصال الإغاثة
- إعادة فتح الممرات البحرية لغزة
الهدف الأساسي للأسطول هو كسر الحصار البحري غير القانوني على غزة من خلال أسطول سلمي من السفن المدنية. يرى منظمو الأسطول أن هذا الحصار يشكل عقاباً جماعياً لسكان القطاع ويساهم في تدهور الأوضاع الإنسانية بشكل كبير.
- توفير المساعدات الحيوية
تحمل سفن الأسطول مساعدات إنسانية عاجلة وضرورية، مثل الأدوية والمواد الغذائية وحليب الأطفال، بهدف تخفيف المعاناة عن المدنيين المحاصرين. تُعد هذه المساعدات شريان حياة حيوياً في ظل النقص الشديد الذي تعاني منه غزة.
- إنشاء ممر إنساني دائم
تطمح المبادرة إلى فتح ممر إنساني بحري دائم في حال فشلت الحكومات والمنظمات الدولية في توفيره. هذا الممر يضمن تدفق المساعدات بانتظام واستدامة دون عوائق سياسية أو عسكرية.
2.الضغط السياسي ورفع الوعي
- فضح الصمت الدولي
يسعى الأسطول إلى فضح الصمت الدولي إزاء ما يعتبره انتهاكات مستمرة لحقوق الإنسان والقانون الدولي في غزة، وزيادة الوعي العالمي بالوضع الإنساني الكارثي هناك.
- الضغط لإنهاء الإبادة الجماعية والحرب
يعتبر الأسطول وسيلة للضغط الدولي لإنهاء الإبادة الجماعية ووقف الحرب المستمرة على القطاع، مما يساهم في حشد الرأي العام العالمي ضد هذه الأعمال.

الهيكل التنظيمي والمشاركون في أسطول الصمود العالمي
يتألف أسطول الصمود العالمي من تحالف واسع يضم عدداً من المبادرات والحركات الدولية التي تتقاسم ذات الأهداف الإنسانية والتضامنية. هذه التحالفات تجمع نشطاء ومتطوعين وصحفيين من عشرات الدول حول العالم، مما يمنح المبادرة طابعاً عالمياً حقيقياً.
تحالفات ومبادرات رئيسية
- الحركة العالمية نحو غزة: وهي مبادرة رائدة كانت تُعرف سابقًا بالمسيرة العالمية نحو غزة.
- تحالف أسطول الحرية: الذي يعود تاريخه إلى عام 2010 وشارك في محاولات سابقة لكسر الحصار.
- قافلة الصمود المغربية: حملة تضامن تجمع نشطاء من دول المغرب العربي.
- مبادرة صمود نوسانتارا: تمثل دول جنوب شرق آسيا في هذه المبادرة.
شارك في الأسطول مئات المتضامنين من نحو 40 دولة، بمن فيهم شخصيات بارزة مثل الناشطة في مجال المناخ غريتا تونبرغ والممثلة سوزان ساراندون، مما يعزز من صدى الرسالة العالمية للأسطول.
اقرأ المزيد أبرز ٤ حملات إنسانية تتطلب دعمًا عاجلاََ في غزة

عمليات أسطول الصمود العالمي والتحديات التي واجهها
انطلقت سفن الأسطول من عدة موانئ في دول مختلفة، بما في ذلك إسبانيا وإيطاليا وتونس واليونان، واتجهت نحو المياه الإقليمية لغزة. على الرغم من العدد الكبير للسفن والمشاركين، واجه الأسطول تحديات كبيرة واعتراضات متكررة من البحرية الإسرائيلية.
1.الاعتراضات الإسرائيلية
اعترضت البحرية الإسرائيلية العديد من سفن الأسطول في المياه الدولية، على بعد حوالي 120 ميلًا بحريًا (220 كم) من غزة. تشير التقارير إلى أن إسرائيل اعترضت ما لا يقل عن 4 سفن، وبعض المصادر تتحدث عن اعتراض 13 سفينة، وذكرت مصادر أخرى أن 41 قارباً تم اعتراضها. تم احتجاز مئات النشطاء (أكثر من 450 ناشطاً) وتعرضوا لإجراءات قانونية وترحيل إلى بلدانهم الأصلية.
2.المخاطر والمتابعة الدولية
تتابع دول مثل فرنسا الوضع عن كثب، وقد حذرت مواطنيها من المخاطر المترتبة على المشاركة في الأسطول، رغم تأكيدها على احترام القانون الدولي في حال وقوع اعتراضات أو اعتداءات بحرية. تُعد هذه الاعتراضات الإسرائيلية مثيرة للجدل، حيث يرى العديد من النشطاء والمحامين أنها تنتهك القانون الدولي، خاصة عندما تحدث في المياه الدولية.

