تعاني العملية التعليمية في قطاع غزة من ضغوط شديدة نتيجة الحصار المفروض منذ أكثر من 17 عاماً، وتكرار جولات العدوان العسكري التي تستهدف البنية التحتية والمجتمع ككل. هذه الضغوط لم تقتصر على تعطيل المدارس مؤقتاً، بل أثّرت بعمق على جودة التعليم، واستمرارية العملية التربوية، وعلى الجانب النفسي والاجتماعي للطلبة والمعلمين على حد سواء.
آثار الحصار والعدوان على العملية التعليمية في غزة
1) تدمير البنية التحتية التعليمية
دّت الحرب والحصار إلى أضرار واسعة في المدارس والجامعات والمراكز التعليمية. تقارير الأمم المتحدة ووزارة التربية والتعليم الفلسطينية أشارت إلى أن غالبية المدارس إما تضررت أو دُمّرت بشكل كامل نتيجة القصف المباشر أو غير المباشر. بعض المدارس فقدت قاعات التدريس والمختبرات والمكتبات، بينما مدارس أخرى انهارت بالكامل ولم تعد صالحة للاستخدام.
هذا التدمير لا يعني فقط فقدان مبانٍ، بل يعني:
-
حرمان آلاف الطلبة من أماكن آمنة للتعلم، إذ أصبحوا إما بلا مدارس أو مضطرين إلى الازدحام في صفوف بديلة غير مجهّزة.
-
استخدام المدارس كملاجئ للنازحين، مما حوّلها من مؤسسات تعليمية إلى مراكز طوارئ، وبالتالي تعطّل دورها الأساسي في التعليم.
-
انهيار المرافق التعليمية الأساسية مثل المياه، الكهرباء، المختبرات، شبكات الإنترنت، والمكتبات، الأمر الذي منع العملية التعليمية من الاستمرار حتى بطرق بديلة كالتعليم الرقمي.
-
فقدان المواد التعليمية والتجهيزات، آلاف الكتب، أجهزة الحاسوب، المقاعد، اللوحات والأدوات التعليمية دُمرت أو نُهبت، وهذا زاد صعوبة العودة للتدريس.
2) فقدان أيام دراسية وسنوات تعليمية
بسبب القصف والإغلاقات المستمرة، خسر مئات الآلاف من الطلبة أيامًا وأشهرًا دراسية متتالية. وفي بعض السنوات، ضاع العام الدراسي بالكامل، كما حدث بعد حرب 2023–2024 حيث حُرم أكثر من 645 ألف طفل من التعليم. هذا الانقطاع الطويل أدى إلى فجوات كبيرة في التحصيل الأكاديمي، ونسيان المهارات الأساسية مثل القراءة والكتابة، مما يهدد مستقبل جيل كامل بالحرمان من التعليم الجامعي وفرص العمل.
3) الخسائر البشرية بين الطلبة والمعلمين
لم يقتصر الضرر على المباني، بل طال البشر أيضًا. فقد استشهد وأصيب عدد كبير من الطلبة والمعلمين، ما أدى إلى نقص حاد في الكوادر التعليمية. ومع غياب المعلمين أو إصابتهم بالصدمات النفسية، أصبحت جودة التعليم ضعيفة جدًا. هذه الخسائر البشرية أضعفت القدرة على إعادة تشغيل المدارس حتى عندما توفرت البنية التحتية.
اقرأ المزيد تفاقم آثار الحرب على غزة
ما هي التحديات التي تواجه العملية التعليمية خلال الحصار
-
قصف المدارس والجامعات والمكتبات والمختبرات، وتحول العديد منها إلى أنقاض أو ملاجئ للنازحين.
-
فقدان القاعات الدراسية والأدوات التعليمية، مما يجعل استئناف التعليم صعبًا حتى بعد انتهاء العدوان.
-
فقدان أيام وأشهر دراسية متكررة، وفي بعض الحالات ضياع عام دراسي كامل.
-
تراكم فجوات تعلم واسعة بين الطلبة، مما يؤدي إلى ضعف في القراءة والكتابة والمهارات الأساسية.
-
استشهاد وإصابة مئات من الطلبة والمعلمين، ما يسبب نقصًا في الكوادر التعليمية.
-
إصابة الكثير من الأطفال والمعلمين باضطرابات نفسية تعيق قدرتهم على التعليم والتدريس.
-
استخدام المدارس كملاجئ للنازحين، مما يحرم الطلاب من بيئة تعليمية آمنة.
-
الاكتظاظ، غياب المياه والكهرباء، ونقص الخدمات الصحية داخل المدارس.
-
صعوبة تطبيق التعليم عن بُعد بسبب انقطاع الكهرباء والإنترنت ونقص الأجهزة.
-
غياب برامج منهجية لتعويض الفاقد التعليمي بشكل سريع وفعّال.
-
الخوف المستمر والصدمات النفسية الناتجة عن القصف والتهجير.
-
ارتفاع معدلات القلق والاكتئاب بين الأطفال، مما يقلل من قدرتهم على التركيز والتحصيل.
كيف يمكن تحسين العملية التعليمة في غزة
1) إعادة تأهيل البنية التحتية للعملية التعليمية
-
ترميم المدارس المتضررة وبناء مدارس جديدة لتقليل الاكتظاظ.
-
تجهيز الصفوف بالمقاعد والأدوات التعليمية الأساسية.
-
إدخال مصادر طاقة بديلة (مثل الطاقة الشمسية) لضمان استمرار التعليم رغم انقطاع الكهرباء.
2) التعليم البديل والعملية التعليمية الرقمية
-
تطوير منصات إلكترونية للتعلم عن بُعد بوسائل بسيطة (مثل الهواتف).
-
توفير أجهزة لوحية أو حواسيب للطلاب الأكثر احتياجًا.
-
إدخال برامج تعليمية عبر الراديو أو التلفزيون لتجاوز مشكلة الإنترنت والكهرباء.