تسبب القصف في إنتاج نحو 39 مليون طن من الركام والحطام، ويحتوي الركام على مواد خطيرة ونفايات صناعية وطبية، الأمر الذي يشكل مخاطر صحية وبيئية بالغة، إضافة إلى تلوث الهواء إثر الغبار والقصف المستمر الذي يزيد من سوء الحالة ويؤثر بشدة على الهواء وصحة السكان في قطاع غزة.
آثار القصف على البيئة في غزة
تُشكل آثار القصف على البيئة في قطاع غزة كارثة متعددة الأوجه، حيث تؤثر بشكل عميق على كل من الموارد الطبيعية وصحة السكان. هذه الأضرار ليست عابرة، بل تتوقع أن تكون طويلة الأمد، مما يترك بصمات بيئية وصحية على الأجيال القادمة. حيث أن للقصف على المياه، التربة، الهواء، البنية التحتية، والنظم البيئية، تأثيرًا محتمل على المدى الطويل.
1.أثر القصف تلوث المياه
تُعد أزمة المياه في غزة من أبرز التحديات البيئية الناتجة عن القصف، حيث تأثرت مصادر المياه بشكل كبير وتدهورت جودتها إلى مستويات خطيرة. تُشير التقديرات إلى أن القصف تسبب في إتلاف أكثر من 70% من شبكات المياه والصرف الصحي، مما أدى إلى انهيار شبه كامل للبنية التحتية المتعلقة بإدارة المياه.
- انهيار أنظمة الصرف الصحي وتلوث المياه الجوفية
مع توقف محطات معالجة مياه الصرف الصحي وإغلاقها، يتم تصريف كميات هائلة من مياه الصرف الصحي غير المعالجة مباشرة إلى البحر، مما يلوث السواحل والمياه البحرية. هذا الأمر لا يقتصر على تلويث البيئة البحرية فحسب، بل يتسرب أيضًا إلى المياه الجوفية، المصدر الرئيسي لمياه الشرب في القطاع، مسببًا تلوثها بالسموم، المعادن الثقيلة، والجراثيم. وأدى هذا الوضع إلى انتشار الأوبئة والأمراض المنقولة عن طريق المياه، خاصة بين الأطفال، الذين يُعتبرون الأكثر عرضة للخطر.
- تأثير الذخائر والمواد الكيميائية على جودة المياه
لا يقتصر تلوث المياه على مياه الصرف الصحي، بل يمتد ليشمل تسرب المواد السامة من الذخائر غير المنفجرة والمواد الكيميائية المستخدمة في القصف إلى التربة ومن ثم إلى المياه الجوفية. هذا التلوث الكيميائي يُشكل خطرًا صحيًا كبيرًا على المدى الطويل، وقد يؤدي إلى مشاكل صحية مزمنة للسكان.
2.أثر القصف على تلوث التربة وتدمير الأراضي الزراعية
تعاني التربة في غزة من أضرار بالغة نتيجة للقصف، مما يهدد الأمن الغذائي ويُعيق أي جهود مستقبلية للتعافي الزراعي. تتنوع أسباب تدهور التربة بين التلوث المباشر وتدمير البنية التحتية الزراعية.
- تلوث التربة بالسموم والمعادن الثقيلة
تتلوث التربة بشكل مباشر بالسموم والمعادن الثقيلة الناتجة عن الذخائر والمواد المتفجرة، مما يؤثر على خصوبتها وقدرتها على دعم النمو النباتي. هذا التلوث لا يؤثر فقط على المحاصيل الزراعية، بل يمكن أن يتسرب أيضًا إلى السلسلة الغذائية، مما يُشكل خطرًا على صحة الإنسان.
بالإضافة إلى ذلك، فإن تراكم كميات هائلة من الركام والحطام، والتي تُقدر بنحو 39 مليون طن، يُشكل عبئًا بيئيًا ضخمًا. يحتوي هذا الركام على مواد خطرة مثل الأسبستوس، النفايات الصناعية والطبية، ومعادن ثقيلة، مما يزيد من تلوث التربة والمياه.
- تدمير الغطاء النباتي والأراضي الزراعية
تسبب القصف في تدمير نصف الغطاء الشجري والأراضي الزراعية في القطاع. عمليات التجريف واقتلاع الأشجار تُساهم في تصحر غزة وتقلل من خصوبة الأراضي. هذا التدمير يؤدي إلى فقدان التنوع البيولوجي، ويزيد من تآكل التربة، ويُفاقم أزمة الأمن الغذائي في منطقة تُعاني أصلاً من نقص الموارد.
اقرأ المزيد تدمير الأراضي الزراعية في غزة
3.أثر القصف على تلوث الهواء والانبعاثات الكربونية
يُعد تلوث الهواء أحد التداعيات الخطيرة للقصف، حيث يُؤثر بشكل مباشر على صحة السكان ويُساهم في تفاقم مشكلة تغير المناخ. تتعدد مصادر تلوث الهواء في غزة، بدءًا من الغبار المتطاير وصولًا إلى الانبعاثات الكيميائية.
- الغبار والجسيمات الدقيقة
ينتج عن تدمير المباني والبنية التحتية كميات هائلة من الغبار والجسيمات الدقيقة في الهواء. هذه الجسيمات تحمل معها مواد ضارة مثل المعادن الثقيلة والأسبستوس، التي تُشكل خطرًا على الجهاز التنفسي وتُسبب مشاكل صحية واسعة النطاق.
- انبعاثات الغازات السامة والكربونية
يُساهم القصف واحتراق النفايات والمخلفات الناتجة عن الحرب في إطلاق غازات سامة وملوثات عضوية متطايرة في الهواء. بالإضافة إلى ذلك، تُشير الدراسات إلى أن الانبعاثات الكربونية الناتجة عن الحرب ضخمة. فخلال أول 120 يومًا من الحرب، قُدرت الانبعاثات بحوالي 536,410 طن من ثاني أكسيد الكربون. كما تُشير تقديرات إلى أن إزالة الأنقاض وحدها قد تُصدر نحو 90 ألف طن من الغازات الدفيئة، مما يُفاقم من مشكلة تغير المناخ العالمي.
أثر المساهمة في دعم الشعب الفلسطيني في الوضع الراهن
تُعدّ المساهمة في دعم الشعب الفلسطيني والتبرع لغزة واجباً إنسانياً وأخلاقياً، خاصة في ظل ما يواجهه من ظروف معيشية قاسية نتيجة الحصار والعدوان المستمر. إن أي مساهمة – مهما كانت بسيطة – تُحدث فرقاً حقيقياً في حياة الأُسر التي تُكافح لتأمين احتياجاتها الأساسية.
1.توفير المياه الصالحة للشرب
تبرز المساهمة في توفير المياه الصالحة للشرب كأحد أهم أشكال الدعم الإنساني. فقد أدى القصف والعدوان المتكرر إلى تدمير البنية التحتية للمياه، وتلوث مصادرها نتيجة تعطل محطات التحلية والصرف الصحي. لذلك، تُمثّل التبرعات والمساهمات في مشاريع المياه خطوة حيوية لإنقاذ الأرواح وتحسين جودة الحياة اليومية، خاصة في المناطق التي تعاني من شح شديد في المياه مثل قطاع غزة. ويشمل دعم مشاريع حفر الآبار، وترميم شبكات المياه، وتوفير فلاتر التنقية أو خزانات المياه، لأثره في حماية الصحة العامة والحد من انتشار الأمراض المرتبطة بالمياه الملوثة.
2.توفير المستلزمات الطبية
تعاني المستشفيات والمراكز الصحية من عجز كبير في الأدوية والمعدات الأساسية، مما يعرّض حياة المرضى للخطر ويُعيق تقديم الرعاية اللازمة للمصابين والجرحى. إن المساهمات في هذا المجال تُحدث فرقاً مباشراً، إذ تساعد على إنقاذ الأرواح وتوفير العلاج للفئات الأكثر حاجة، مثل الأطفال والمرضى المزمنين والمصابين جراء العدوان. كما تُمكّن الكوادر الطبية من أداء واجبها الإنساني بفعالية، وتُخفف الضغط الكبير على النظام الصحي المرهق.