أزمة النزوح الداخلي ومراكز الإيواء المكتظة في غزة

Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
Threads

تشهد غزة أزمة النزوح الداخلي ومراكز الإيواء المكتظة بشكل غير مسبوق، نتيجة استمرار العدوان والقصف المتواصل. حيث أجبر ما يزيد عن 1.4 مليون شخص على مغادرة منازلهم، وهو ما يمثل غالبية سكان القطاع. هذه الأعداد الهائلة من النازحين تتوزع بين مراكز إيواء طارئة، مدارس، مناطق مفتوحة، أو حتى العيش بين الأنقاض وتحت سقوف مؤقتة غير آمنة. ولم يقتصر النزوح على حركة واحدة، بل شهد القطاع نزوحًا متكررًا، حيث اضطر السكان للتنقل عدة مرات بحثًا عن الأمان.

أبعاد النزوح الداخلي ومراكز الإيواء وتداعياته

يعاني النازحون من اكتظاظ شديد يفوق الطاقة الاستيعابية للمرافق.

النزوح ليس مجرد حركة سكانية، بل هو عملية مستمرة تتسم بالقسوة، حيث يصبح البحث عن مأوى آمن تحديًا يوميًا في ظل استهداف مراكز الإيواء والبنية التحتية بشكل متكرر. كما تُعد ظروف مراكز الإيواء في غزة من أكثر الجوانب إلحاحًا في الأزمة الإنسانية، إذ تعاني هذه المراكز من اكتظاظ شديد ونقص حاد في جميع مقومات الحياة الأساسية. فالمدارس التي تحولت إلى أماكن إيواء تستقبل أعدادًا تفوق قدرتها الاستيعابية بعشرة أضعاف، مما يؤدي إلى تفاقم الأوضاع المعيشية والصحية للنازحين.

هذا النزوح القسري لا ينحصر في فقدان المأوى فحسب، بل يشمل انقطاع سبل العيش وانهيار الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي، حيث تفقد آلاف الأسر مصادر رزقها. ويخلق النزوح الجماعي ضغطاً هائلاً على المناطق المستقبلة، الأمر الذي يؤدي إلى تراجع الخدمات الأساسية مثل المياه والكهرباء والرعاية الصحية.

كما أن التداعيات النفسية والاجتماعية للنزوح تُعد من أخطر آثاره، إذ يواجه الأطفال والنساء بشكل خاص صدمات عميقة نتيجة فقدان الأمان والاستقرار. وتُظهر الدراسات أن الأوضاع المعيشية القاسية في مراكز الإيواء تترك آثاراً طويلة الأمد على الصحة النفسية، وتؤثر سلباً على العملية التعليمية وتماسك النسيج الاجتماعي.

تبرع لغزة

أبرز التحديات التي تواجه مراكز الإيواء في غزة

تعد ظروف مراكز الإيواء في غزة من أكثر الجوانب إلحاحًا في الأزمة الإنسانية، حيث تعاني هذه المراكز من اكتظاظ شديد ونقص حاد في جميع مقومات الحياة الأساسية. المدارس التي تحولت إلى مراكز إيواء تستقبل أعدادًا تفوق قدرتها الاستيعابية بعشرة أضعاف، مما يؤدي إلى تفاقم الأوضاع المعيشية والصحية.

1.نقص المأوى والمواد الأساسية

يعاني النازحون من نقص حاد في المأوى الملائم؛ فنحو 93% من خيام النازحين متضررة أو منهارة، مما يجعلها غير صالحة للإقامة. كما أن الكميات المسموح بإدخالها لا تكفي لتغطية احتياجات أكثر من مليون ونصف شخص بحاجة إلى مأوى. تُقدر تكلفة الخيمة الواحدة في السوق المحلية بحوالي 900-1200 دولار، وهو سعر يتجاوز بكثير قدرة معظم الأسر النازحة التي فقدت كل شيء.

2.التدهور الصحي والأوبئة

يعاني النظام الصحي في غزة من انهيار شبه كامل. من أصل 22 مركزًا صحيًا تابعًا لوكالة الأونروا، يعمل 6 مراكز فقط، مما يترك آلاف النازحين بدون رعاية طبية أساسية. المستشفيات تعاني من نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية والوقود، مما دفع بعضها إلى التوقف عن تقديم الخدمات. وقد أدى نقص مياه الشرب النظيفة والصرف الصحي ومواد التنظيف إلى انتشار واسع للأمراض الجلدية والجرثومية، مما يهدد بحدوث كارثة صحية أوسع.

3.البنية التحتية المدمرة وقيود الاتصالات

تتفاقم الأزمة بسبب استمرار الغارات الإسرائيلية التي تستهدف خيام النازحين والبنية التحتية، مما يزيد من تدهور الوضع الإنساني. كما أن انقطاع الاتصالات وتعليق حركة البضائع يعيقان بشدة جهود إيصال المساعدات وتوفير الظروف الملائمة للنازحين، خاصة في مدينة غزة والشمال.

4.تكاليف النزوح الباهظة

يواجه النازحون تكاليف باهظة للانتقال وشراء الاحتياجات الأساسية. قد تصل تكلفة نقل العائلة والأمتعة بالسيارة إلى حوالي 1200 دولار، بينما يتراوح سعر الخيام بين 900 و1200 دولار. بالإضافة إلى ذلك، يضطر بعض النازحين لاستئجار أراضٍ لنصب الخيام بتكلفة تصل إلى 280-300 دولار شهريًا. هذه التكاليف أجبرت الكثير من العائلات على بيع مقتنياتهم الثمينة لتغطية نفقات النزوح.

تبرع لغزة

 آثار ظروف مراكز الإيواء على النازحين

باتت الظروف داخل مراكز الإيواء في قطاع غزة تشكل أزمة إنسانية متفاقمة، حيث يعاني النازحون من اكتظاظ شديد يفوق الطاقة الاستيعابية للمرافق بعشرات المرات. هذا الواقع انعكس بشكل مباشر على الوضع الصحي، مع تسجيل ارتفاع ملحوظ في حالات الإصابة بالأمراض الجلدية والتنفسية نتيجة ضعف البيئة الصحية وانعدام التهوية المناسبة.

كما تؤكد مصادر إنسانية أن غياب الخصوصية داخل هذه المراكز يولّد ضغوطاً نفسية كبيرة، خصوصاً لدى النساء والأطفال، في ظل انعدام مقومات الاستقرار والشعور بالأمان. ويواجه الأطفال بشكل خاص صعوبات بالغة في مواصلة تعليمهم، بعد أن تحولت المدارس إلى مراكز إيواء مكتظة، مما يحرم آلاف الطلبة من مقاعدهم الدراسية ويهدد مستقبلهم التعليمي.

إلى جانب ذلك، تعاني مراكز الإيواء من نقص حاد في المواد الغذائية الأساسية والأدوية والمستلزمات الطبية، وهو ما يزيد من تفاقم الوضع الصحي ويجعل الاستجابة الإنسانية محدودة مقارنة بحجم الاحتياجات المتزايدة. وتفيد تقارير إغاثية بأن آلاف الأسر تضطر للاعتماد على مساعدات لا تكفي لتغطية الحد الأدنى من متطلبات الحياة اليومية، ما يضعها أمام معاناة مستمرة تتفاقم مع طول أمد النزوح.

اقرا المزيد التهجير القسري في غزة

جدول المحتويات

العربيةarالعربيةالعربية