إبادة التجويع

Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
Threads

إبادة التجويع الممنهجة من قبل جيش الاحتلال الاسرائيلي تجاه شعب الكرام في غزة، هي واحدة من أقسى الأوضاع التي ممكن ان يمر بها الانسان على وجه الأرض، وهذا ما يحدث في غزة حاليا، حيث يُستخدم الطعام كسلاح ضد المدنيين، مما يؤدي إلى معاناة جماعية وصلت إلى حد الموت.

إبادة التجويع الممنهج

في قطاع غزة لا يعد الجوع حالة طارئة او نتيجة طبيعية للحرب، بل هو جزء من سياسة منظمة تمارس بوعي وتخطيط. لقذ تحول الحصار وسيلة إلى اخضاع السكان، حيث انه تم منع دخول الغذاء والدواء والاحتياجات الاساسية بطريقة مدروسة تبقي الناس على حافة الجوع دون ان تبلغ المجاعة حدها الكامل. انه تجويع مقصود، ممنهج، يستخدم كسلاح صامت ضد المدنيين في محاولة لحسر ارادتهم واضعاف صمودهم هذه جريمة حرب تمارس على أهل قطاع غزة.

اقرأ المزيد المجاعة في غزة

مظاهر إبادة التجويع في غزة

تُعد “إبادة التجويع” أحد أشد أشكال الانتهاكات الإنسانية فتكًا، و يتجلى هذا النوع من الإبادة بوضوح منذ بداية العدوان الأخير، من خلال حصار خانق واستهداف متعمد للمنظومات التي تؤمّن الغذاء والماء والدواء.

1. منع دخول المواد الغذائية

هو منع متعمّد ومقصود لدخول الأغذية الأساسية إلى قطاع غزة، من خلال إغلاق المعابر التي تدخل منها المساعدات، تأخير أو رفض التصاريح لشاحنات الطعام، تقييد أنواع وكميات المواد المسموح بها، واستهداف الشاحنات أثناء تحركها. وهذا لا يحصل بسبب ظروف الحرب، بل هو قرار سياسي وعسكري ممنهج لإحداث تجويع جماعي.

تبرع الآن:

2. استهداف الأراضي الزراعية والمزارعين

يستهدف الاحتلال الإسرائيلي الأراضي الزراعية والحقول، الأمر الذي يؤدي إلى تلف المحاصيل بالكامل، احتراق الأشجار والزرع، إضافة إلى تدمير شبكات الري والخزانات. كما أنه يتم إطلاق النار على المزارعين الذين يقتربون من أراضيهم خاصة قرب المناطق الحدودية، وهذا يتم بوسائل عسكرية مباشرة، وليس بسبب تبعات عشوائية للحرب، من أجل تدمير مصدر الغذاء المحلي، ومنع الناس من الزراعة أو الحصاد.

تبرع الآن:

3. ضرب سلاسل الإمداد

استهداف المسارات التي تنتقل عبرها المواد الغذائية والمساعدات والسلع الأساسية من مصادرها (مثل المستودعات أو المعابر) إلى السكان المحتاجين في الداخل. بشكل مباشر أو غير مباشر، سواء عبر القصف، أو الحصار، أو المنع الإداري، مما يؤدي إلى انهيار تدفق الغذاء والدواء داخل القطاع. ويتم من خلال استهداف شاحنات تحمل مساعدات أو مواد غذائية في طريقها إلى المخيمات أو مناطق التوزيع، استهداف مراكز التخزين والمستودعات، كما يستهدف الاحتلال الاسرائيلي الطرق والأنفاق التي تستخدم في نقل المواد، إضافى إلى استهداف وسائل النقل  ومحطات الوقود.

4. منع المياه والوقود

أصبح من النادر الحصول على مياه نظيفة صالحة للشرب والاستخدام، نتيجة إلى استهداف الاحتلال الاسرائيلي البنية التحتية فقد تلوثت المياه الجوفية، ومع منع دخول المساعدات ومياه الشرب المعبأة، تفاقمت الأوضاع خاصة في حر هذا الصيف حيث الناس عطشى، وإضافة إلى ذلك يجبر الناس على شرب مياه ملوثة  الأمر الذي يؤدي غلى تفشي الأمراض.

ومع الإغلاق التام لمعبر كرم أبو سالم، وقصف محطات صهاريج الوقود ومحطات المياه، توفقت محطات تحلية المياه عن العمل، وتعطلت المخابز ووسائيل النقل، إضافة إلى انهيار المستشفيات نتيجة لنقص الوقود.

اقرأ المزيد أزمة الوقود في غزة

أثر إبادة التجويع في غزة

شهد قطاع غزة وفاة 111 شخصًا على الأقل بينهم تقريبا 80 طفلًا، مع ارتفاع يومي بنحو 10 حالات، إضافة إلى أطفال تحت العلاج من سوء التغذية على الرغم من انهيار القطاع الصحي،  كما أن جميع قطاع غزة في الوقت الحالي يعانون من سوء التغذية ما يعكس آثارا صحية عليهم:

المجاعة تفتك باجساد المدنيين والأطفال في غزة

1.سوء تغذية حاد نتيجة لإبادة التجويع

الأطفال ينامون جائعين، والآباء عاجزون عن تأمين لقمة تسدّ الرمق، الأمهات يُجبرن على إطعام أطفالهن ماء وسكر بدل الحليب. والنتيجة، أطفال بأجسام هزيلة، عظام بارزة من تحت الجلد، شحوب شديد، وضعف في المناعة، وتوقف في النمو. كثيرون يُنقلون إلى المستشفيات التي بالكاد تعمل، وهناك يُشخَّصون بـسوء تغذية حاد، حيث أُدخل  800 طفل للعلاج من الهزال الشديد. لكن العلاج غير متوفر، والغذاء الطبي ممنوع من الدخول. كما المرضى وكبار السن الذين لا يستطيعون تحمّل الجوع، فتتدهور صحتهم بسرعة، ويصبح الموت نتيجة حتمية لغياب الغذاء والرعاية.

2.الأمراض المُعدية

نتيجة لنقص المناعة بسبب الجوع وسوء التغذية، وانعدام المياه الصالحة للشرب والاستخدام، تنتشر الأمراض بشكل كبير خاصة بين الأطفال وكبار السن، ولا يوجد أدوية كافية أو لقاحات للأطفال بسبب انهيار الرعاية الصحية في القطاع.

3.انهيار الرعاية الصحية

لم تعد المستشفيات أماكن للعلاج، بل ساحات للألم المستمر، فالمستشفيات تُعالِج في الوقت نفسه جرحى القصف وحالات المجاعة بلا وقود ولا أدوية، المصابون في ازدياد، والأطفال يعانون من الهزال وسوء التغذية، بينما الأجهزة الطبية مهددة بالتوقف بسبب نفاد الوقود. الأطباء يعملون بلا مواد كافية، حتى أبسط أنواع المسكنات غير متوفرة، فيما ترفض سلطات الاحتلال إدخال الإمدادات الطبية.

4.تأثير طويل الأمد

توقُّف النمو الجسدي والذهني لدى الصغار، وارتفاع خطر الوفاة خلال الأعوام التالية بسبب أجهزة مناعة مدمَّرة ومنع تعليمهم، هو الواقع المؤلم لجيل بأكمله. كثير من الأطفال أصبحوا عاجزين عن النمو بشكل طبيعي؛ أجسادهم ضعيفة، أوزانهم منخفضة، وعقولهم غير قادرة على الاستيعاب، سوء التغذية لا يُضعف الجسد فقط، بل يُطفئ طاقة الدماغ ويشلّ قدرة الطفل على التعلم والتفكير، ومع غياب الرعاية الصحية والتغذية، تنهار أجهزتهم المناعية، ليبقوا عرضة للأمراض القاتلة حتى بعد توقف الحرب.

جدول المحتويات

العربيةarالعربيةالعربية