العائلات المفقودة تحت الركام في غزة

Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
Threads

العائلات المفقودة تحت الركام في غزة، أصبحت واقعًا مأساويًا لعائلات طُمست تحت ركام المنازل المدمّرة، في مشهد يتكرّر كل يوم، تتناثر الأنقاض وتختبئ تحتها قصص لأطفال، أمهات، وآباء لم تُسجَّل أسماؤهم في قوائم الشهداء، ولا حتى في قوائم الناجين، بل ظلوا عالقين في ما بين الحياة والموت، ففي ظل استمرار العدوان الإسرائيلي والقصف المتواصل، تُهدم المنازل على رؤوس ساكنيها دون سابق إنذار، ومع الحصار الخانق ونقص المعدات، تعجز فرق الدفاع المدني عن الوصول إلى الضحايا.

الأوضاع الإنسانية للعائلات المفقودة تحت الركام في غزة

أطفال ما زالوا تحت الركام والأنقاض

العديد من العائلات والأشخاص طُمست آثارها بالكامل تحت أنقاض منازلها التي دُمرت بفعل القصف الجوي، ومع استمرار القصف والعدوان الإسرائيلي على غزة، يتكرر هذا المشهد كل يوم وحجم الكارثة يتجاوز الأرقام، وما يجري هنا يمتد إلى جريمة أكبر، حيث يمنع جيش الإحتلال الإسرائيلي من الاقتراب من مواقع القصف وانتشال العالقين تحت الركام لأوقات طويلة، ففي كثير من الحالات، لا يموت الناس في غزة بسبب القصف فقط، بل بسبب منع من يمكنهم إنقاذهم من الاقتراب من أماكن القصف، من خلال التهديد باستهدافهم في حين اقترابهم، فبعد ضرب المباني، يُفرض حصار على المناطق المستهدفة، وتُطلق قوات الاحتلال النار على أي مدني أو مسعف يحاول إنقاذ العالقين.

تظل العائلات ساعات وأيام تصرخ لإنقاذها بينما يُمنع الناس من إنقاذهم، ومع غياب المعدات تتفاقم الأزمة وتصبح أكثر صعوبة، حيث أن معدات الإنقاذ الثقيلة معدومة، والموارد الأساسية مثل أدوات القص، الرافعات، وأجهزة كشف الحياة تحت الركام إما مدمرة، أو مستنفدة، أو ممنوع دخولها بفعل الحصار الإسرائيلي، فبالتالي يقع على عاتق المواطنين إزاحة الركام وانتشال العائلات المفقودة تحت الركام في غزة.

وعلى الرغم من التجويع الحاصل في القطاع، وأثره على الناس من انهيار جسدي ونفسي، حيث أن الناس لا تجد قوت يومها، ويظلون لساعات وحتى أيام بلا طعام، إلا أنهم يركضون ويبحثون تحت الركام، بأيديهم العارية، وقلة حيلتهم، وأجسادهم المنهكة، يمدّون أيديهم لإنقاذ العائلات المفقودة تحت الركام، وتأتي الصدمة مضاعفة، حين يُجبر الإنسان على التنقّل بين الحجارة والركام محاولًا إنقاذ من تربطه بهم رابطة الدم أو الروح، وهو لا يعلم إن كان سيجدهم أحياء أم ضحايا جُدد تُضاف أسماؤهم إلى قوائم المفقودين أو الشهداء.

الأوضاع تحت الركام لا يمكن وصفها بالكلمات، فهي تمثّل قمة المأساة، أطفال مذعورون، لا يفهمون ما يجري، يبكون في العتمة، يرتجفون خوفًا من كل صوت، يصرخون بأسماء أمهاتهم اللواتي فقدن حياتهن إلى جانبهم، البعض يُحتجز لساعات، وآخرون لأيام، وهم محاصرون بجثث أحبّتهم، يشهدون على موت عائلاتهم أمام أعينهم، دون أن يتمكنوا من فعل شيء. هذا الواقع، الذي يعيشه مئات المدنيين في غزة، حقيقة يومية تتكرر بصمت، وسط غياب شبه كامل للإنقاذ، وانعدام كامل للعدالة.

اقرأ المزيد صراع غزة من أجل البقاء في وجه الاحتلال

كيف يتم البحث عن العائلات المفقودة تحت الركام في غزة؟

التحديات والصعوبة البالغة في انتشال العائلات المفقودة تحت الركامفي كثير من الحالات، تمنع القوات العسكرية الإسرائيلية فرق الدفاع المدني أو الأهالي من الاقتراب من المواقع التي تعرضت للقصف حديثًا، بحجة وجود تهديدات أمنية أو احتمال وجود أسلحة تحت الأنقاض، وهناك تقارير موثقة عن استهداف قوات الاحتلال لمن يحاولون الاقتراب من أماكن القصف، بما في ذلك استخدام القناصة، وإطلاق النار المباشر على فرق الإنقاذ، أو المدنيين الذين يحاولون البحث عن عائلاتهم، وهذا الأمر يزيد من خطر إصابة أو قتل المنقذين والمصابين تحت الركام.

وتتطلب عمليات البحث والإنقاذ تحت الركام استخدام تقنيات ومعدات متطورة لضمان سرعة وفعالية إنقاذ أكبر عدد ممكن من الضحايا، لكن في غزة، يعاني الدفاع المدني وفرق الإنقاذ من نقص حاد في هذه المعدات، مما يفاقم المأساة، حيث أن رفع كميات كبيرة من الأنقاض الثقيلة يتطلب رافعات وآليات، وهي غير متوفرة في غزة بسبب الحصار والقيود على إدخال المعدات. وبدون هذه المعدات، تقتصر عمليات البحث على الحفر اليدوي، وتعتمد الفرق في بحثها اليدوي على صراخ العالقين حيث أنه لا يوجد أجهزة استشعار الصوت والحركة لتحديد وجود أشخاص أحياء تحت الأنقاض.

وإلى جانب المخاطر الأمنية ونقص المعدات، تواجه العائلات المفقودة تحت الركام في غزة أوضاعًا إنسانية بالغة الصعوبة، حيث يعاني العالقون من نقص الأكسجين والضوء، وفي الوقت ذاته، تستمر فرق الدفاع المدني في العمل بإمكانيات محدودة وسط نقص الغذاء والوقود، وهم يعانون من إرهاق جسدي ونفسي شديد، لكنهم يواصلون جهودهم بحثًا عن ناجين رغم كل الصعوبات. كما يشارك الأهالي في عمليات البحث رغم الحالة النفسية المضطربة جراء فقدان أحبائهم، مما يزيد من تعقيد المهمة ويضع ضغطًا نفسيًا هائلًا على الجميع. ويضاف إلى ذلك الحصار المستمر الذي يعيق دخول المعدات والأدوات اللازمة، ويحول دون وصول المساعدات الإنسانية، ما يجعل التعامل مع هذه الكارثة الإنسانية تحديًا مضاعفًا.

اقرأ المزيد غزة تحت الأنقاض

 تقديم الدعم للعائلات المتضررة في غزة

العائلات التي تم انتشالها من تحت الركام في قطاع غزة تواجه تحديات إنسانية بعد نجاتها من الموت، فهذه العائلات تعاني من أضرار جسدية ونفسية وإصابات بالغة، إلى جانب فقدان منازلها وممتلكاتها، وفقدان أفراد الأسرة. ويتطلب تقديم الدعم لهذه العائلات توفير رعاية طبية عاجلة لمعالجة الإصابات الجسدية، كما تحتاج هذه العائلات إلى مساعدات عاجلة في توفير مأوى بديل، ومواد غذائية، ومستلزمات أساسية للحياة اليومية.

وتشهد غزة تحديات في توفير الاحتياجات الأساسية للعائلات التي نجت من تحت الركام، نتيجة الحصار المستمر الذي يعوق بشكل كبير دخول المواد الطبية، والمستلزمات الغذائية، ومواد الإيواء الضرورية، وهذه الصعوبات تؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية، حيث تصبح العائلات المتضررة معرضة لمخاطر صحية ونفسية إضافية وسط نقص الموارد الأساسية.

إن التبرع لغزة والتضامن معها واجب على كل فرد منا، ففي ظل هذه الظروف يصبح الدعم والتبرع لغزة ضرورة لا غنى عنها، لما له من أثر في توفير الغذاء، والماء، والرعاية الطبية. فإن كل مساهمة، مهما بدت بسيطة، إلا أن لها تأثرًا في القطاع.

تبرع الآن 

جدول المحتويات

العربيةarالعربيةالعربية