تفاقمت آثار الحرب على غزة، حيث خلف العدوان المستمر والقصف المتوصل آلاف الضحايا والمصابين، وتسبب في انهيار البنية التحتية، وشلّ القطاع الصحي، وتدهور الأوضاع الإنسانية إلى مستويات غير مسبوقة. وقد أصبحت الحياة في القطاع بغاية الصعوبة، في ظل انقطاع المياه والكهرباء، ونقص حاد في الغذاء والدواء، والتجويع المستمر، واستهداف متكرر للمدنيين.
الوضع الإنساني في غزة
يشهد قطاع غزة حالة إنسانية مأساوية بفعل استمرار العدوان والحصار المستمر، مما أدى إلى تفاقم الأزمات المعيشية والصحية، حيث يعيش أكثر من مليوني شخص في ظروف تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة، من نقص حاد في المواد الأساسية مثل الغذاء، الماء الصالح للشرب، الوقود، والأدوية، مما يؤدي إلى انتشار الأمراض وتفاقم سوء التغذية وانتشار المجاعة، وتدمير واسع للبنية التحتية، حيث أن غالبية المنازل والمستشفيات والمدارس تعرضت للقصف، ما أدى إلى نزوح أعداد كبيرة من السكان وفقدان الخدمات الأساسية، إضافة إلى انهيار القطاع الصحي فالمستشفيات تعاني من نقص المعدات والأدوية، والكادر الطبي يعمل تحت ضغط هائل وفي ظروف صعبة، مع ارتفاع أعداد الجرحى والمرضى.
ومع الانقطاع المتكرر في الكهرباء، تواجه المستشفيات صعوبة في التشغيل، ويزيد من صعوبة توفير الرعاية الطبية للمرضى والجرحى. إضافة إلى تعطيل خدمات الإنترنت والاتصالات، فالإنترنت يعتمد بشكل كامل على وجود طاقة كهربائية مستمرة لتشغيل الأبراج والمحطات التي تنقل الإشارة، وعندما تنقطع الكهرباء، تتوقف هذه المحطات عن العمل، مما يؤدي إلى انقطاع أو ضعف شديد في خدمات الإنترنت.
وغياب التيار الكهربائي يؤدي إلى توقف عمل أجهزة البث، وتعطل معدات التصوير والتحرير، ويحد من قدرتهم على نقل الأخبار والمعلومات بشكل فوري، كما يعيق انقطاع الإنترنت المستمر تواصل الصحفيين مع العالم الخارجي، مما يصعب عليهم توثيق الأحداث ونقلها إلى العالم الخارجي.
اقرأ المزيد معاناة انقطاع الإنترنت وآثاره في قطاع غزة
آثار الحرب على غزة
يمر قطاع غزة بالعديد من التحديات والظروف الماساوية الصعبة منذ بداية الحرب واستئنافها، حيث خلفت الحرب آثارًا كارثية على السكان والبنية التحتية والخدمات الأساسية، وأحد أبرز آثار الحرب هو ارتفاع عدد الضحايا والشهداء، حيث بلغ عدد الشهداء في غزة منذ بدء الحرب 61020، 18592 منهم أطفال، 12400 نساء، وبلغ عدد المفقودين ما يزيد عن 11 ألف شخص، إما تحت الأنقاض والركام، أو معتقل لدى جيش الإحتلال الإسرائيلي، بالإضافة إلى ذلك، تعرضت آلاف المنازل والمباني للتدمير والقصف، مما أدى إلى نزوح مئات الآلاف من العائلات التي فقدت مأواها.
وعلى الصعيد الصحي، تعاني المستشفيات والمراكز الطبية في غزة من نقص حاد في الأدوية والمعدات الطبية، فضلاً عن الضغط الكبير على الكوادر الطبية التي تعمل لساعات طويلة في ظروف صعبة وانقطاع الكهرباء المتكرر يزيد من صعوبة تقديم الخدمات الطبية الحيوية، خاصة في وحدات العناية المركزة وغرف العمليات. كما يستهدف جيش الإحتلال الإسرائيلي الكوادر الطبية ورجال الدفاع المدني، حيث بلغ عدد شهداء الطواقم 1411، و113 من شهداء الدفاع المدني.
كما أن الأثر النفسي للحرب لا يقل خطورة عن الأضرار الجسدية، حيث يعاني السكان، وبخاصة الأطفال والنساء، من اضطرابات نفسية شديدة، بما في ذلك اضطراب ما بعد الصدمة والاكتئاب والقلق. فقدان الأحبة، والخوف المستمر من القصف، وعيشهم في بيئة مدمرة، تفاقمت الأزمة أيضًا بسبب الحصار المفروض على غزة، والذي يقيد دخول المساعدات الإنسانية خاصة المواد الغذائية، الأمر الذي أسفر عن انتشار المجاعة في كامل القطاع.
اقرا المزيد تسليط الضوء على أزمة النقص الغذائي في غزة
ولم يسلم الصحفيون من دائرة الاستهداف أيضا، بل أصبحوا هدفًا مباشرًا في محاولة لإسكات صوت الحقيقة ومنع نقل الجرائم والانتهاكات إلى العالم الخارجي، حيث تم استهداف صحفيين أثناء تغطيتهم للأحداث، سواء عبر القصف المباشر لمنازلهم أو مكاتبهم، أو من خلال إطلاق النار أثناء وجودهم في الميدان، رغم ارتدائهم السترات الصحفية والعلامات الواضحة التي تدل على هويتهم الإعلامية.