هل ما زالت غزة صالحة للعيش؟ تحول قطاع غزة لمأساة إنسانية مِفجعة، وهي مثال حي للمعاناة الإنسانية، حيث أن هناك أكثر من 54 ألف شهيد قُتلوا بسبب القصف والحرب، وهو عدد مهول. كما أن الاحتلال دمر اغلب المباني والمنشآت في القطاع، حيث دمرت اغلب البيوت والمدارس والمستشفيات، وأصبح من الصعب على أهل غزة أن يجدوا مأوى أو خدمات أساسية.
يوجد حوالى 1,9 مليون شخص أو حوالي 90 بالمئة من السكان في قطاع غزة، أصبحوا نازحين بسبب الحرب الإسرائيلية على القطاع، لم يعودوا في منازلهم وتركوا بيوتهم بسبب الحرب وانتقل أغلبهم إلى أماكن أخرى، وفي الغالب هم لاجئين داخل القطاع نفسه. كما أن الحرب جعلت من غزة مكان غير صالح للعيش.
والجدير بالذكر أن غزة صغيرة جدًا في المساحة، ومع ذلك فيها عدد كبير من الناس، وهذا يعني أم الضرر والدمار أصاب الجميع تقريبًا. حيث أن التدمير الذي حدث لغزة لم يكن بشكل عشوائي، بل هو تدمير منظم من قبل الاحتلال، حيث تم استهداف كل شيء يعتمد عليه الناس في حياتهم، سواءٍ من مستشفيات، أو مدارس، أو كهرباء، أو مياه. ومن شدة الدمار أصبح من الصعب على المدنيين أن يستمروا في العيش هناك بشكل طبيعي.
تداعيات الحصار المتواصل على غزة
يشهد قطاع غزة سنوات من الحصار الإسرائيلي، خلّف آثار مأساوية على مختلف جوانب الحياة. كما أن إسرائيل قد استغلت هذا الحصار كوسيلة للضغط السياسي، وهذا فاقم من معاناة المدنيين. ومن جانب أخر، قامت جهات دولية عديدة عن إدانتها للاستمرار في فرض هذا الحصار، وتم وصفة بجريمة الإبادة الجماعية.
بالإضافة إلى أن الهجمات العسكرية المتكررة زادت من سوء الوضع. وعلى هذا، أصبحت الظروف المعيشية في القطاع ضارة بالحياة على أهل غزة، أي أنها تؤثر بشكل سلبي ومباشر على قدرة الناس على العيش داخل القطاع. كما أن ما جعل من الأمر أسوأ هو فشل وقف إطلاق النار، مما جعل من الاحتلال يزيد من حجم جرائمة.
ومن الأشياء الكارثة التي حدثت بسبب الحصار الإسرائيلي، ما يلي:
- تدمير أغلب المنازل: وذلك نتيجة قصف الاحتلال المتكرر، وعدم السماح بإعادة إعمار ما تم تدميره، مما جعل من آلاف المدنيين العيش في خيام.
- ازمة مياة الشرب: قد تلوثت المياه بفعل الحصار، وتدمير البنية التحتية، وهذا قد جعلها غير صالحة للاستهلاك.
- عدم وجود كهرباء: حيث أن هناك عجز في إمدادات الكهرباء.
- عدم وجود أدوية وخدمات صحية: حيث تم منع المعدات الطبية من الدخول ألى غزة، مما جعل من الوضع الصحي في القطاع كارثي.
لماذا يسعي الاحتلال في هدم المنازل؟
منذ بداية الحرب قد حاول الاحتلال الإسرائيلي، تنفيذ سياسة تهجير واسعة النطاق، إلا أنه لم ينجح في تحقيق هذا الهدف بالكامل طوال أكثر من عامين من القصف والتدمير المستمر. ومع استمرار الحرب وعدم موافقتة على أي محاولة لوقف إطلاق النار، لجأ الاحتلال إلى الزيادة من سياسة التدمير، وهذا بهدف بثّ الخوف والرعب في نفوس من تبقى من سكان غزة. ويتعمد الاحتلال بث الرعب، لإجبار المدنيين على النزوح قسرًا.
كما أن قصف المنازل يتم بشكل متعمّد، ليس فقط كجزء من عمليات عسكرية، بل بهدف منع السكان من العودة إليها مستقبلًا، أي أن الاحتلال الإسرائيلي لا يقوم بتهجير المدنيين بشكل مؤقت، بل يسعى إلى جعل العودة مستحيلة عبر تدمير كل البيوت لمنعهم من العودة، والعقبة الكبرى أمام هذا المخطط هي صعوبة إيجاد دول توافق على استقبالهم.
وقد نجحت إسرائيل في هدم جزء كبير من البنية التحتية في قطاع غزة، إلى جانب تدميرها للمنازل والمدارس والمستشفيات، وكذلك مرافق المياه والصرف الصحى، وهذا ما جعل من الوضع كارثي.
وعلاوة على ذلك، الاحتلال الإسرائيلي يستخدم سياسة التجويع كسلاح حرب ضد السكان. وبالتالي، هذه الأفعال لا تقتصر على كونها مجرد أضرار عادية ناجمة عن الحروب، بل أيضًا هي أفعال متعمدة وجرائم حرب ترتكب في حق المدنيين.
وبناءً عليه، تصف هذه الممارسات ضمن الجرائم الغير إنسانية وجرائم الحرب، وليس هذا فقط بل وهي إبادة الجماعية، والاحتلال يحاول القضاء الكامل على سكان غزة.
ما هي الدول التي يُفترض أن يتم تهجير سكان غزة إليها ضمن هذا المخطط؟
قد أدلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتصريحات أعرب فيها عن أن يجب أن تقوم كل مم الأردن ومصر باستقبال اللاجئين الفلسطينيين من غزة، وذلك كحل مؤقت على حسب قوله. وقد تم رفض ذلك الأمر، وردت كل من مصر والأردن بحزم، إذا تم ذكر اسميهما في المقترح الأمريكي دون استشارتهم، وتم التصريح برفض أي تهجير الفلسطينيين من أراضيهم.
بالإضافة إلى ذلك، شدد البلدان على أن أي محاولة لترحيل الفلسطينيين خارج أراضيهم، تمثل بشكل مباشر مساسًا بالقضية الفلسطينية، وسوف تُعد خطة تهجير الفلسطينيين من أرضهم، أنها خطوة نحو إنهاء القضية بدلًا من إيجاد حل لها. لهذا تم مقابلة المقترح الأمريكي بالرفض القاطع.
اقرأ المزيد