تجسدت وسائل التواصل الاجتماعي في نشر صوت غزة بأدوار متعددة، وساهمت في تغطية الأحداث حية، مما يزيد الوعي العالمي بمعاناة الشعب الفلسطيني في غزة، ولعبت وسائل التواصل الاجتماعي دورًا هامًا في كشف الدعاية الإسرائيلية المزيفة التي حاولت تقديم صورة إيجابية عن إسرائيل، كما كان لها جهودًا كبيرة في تعزيز التضامن والتفاعل الدولي تجاه القضية الفلسطينية.
أبرز ملامح دور وسائل التواصل الاجتماعي في غزة
في عصر تتسارع فيه وتيرة المعلومات وتتنوع مصادرها، أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي بمثابة ساحة رئيسية لتداول الأخبار وتشكيل الرأي العام حول القضايا الدولية، وفي سياق الصراع الدائر في غزة، برز الدور المحوري لهذه المنصات في نقل الصورة الحقيقية لما يجري على الأرض، متخطيةً بذلك الحواجز التي قد يفرضها الإعلام التقليدي أو التعتيم المتعمد.
1.التغطية الفورية والمباشرة
أتاح التواصل المباشر للعالم مشاهدة صور وفيديوهات وشهادات حية تعكس المعاناة الإنسانية والدمار، وهو ما لم يكن ممكنًا بالقدر نفسه عبر وسائل الإعلام التقليدية، إن هذه التغطية اللحظية تساهم في رفع الوعي العالمي وتلقي بظلالها على أي محاولات لتشويه الحقائق أو إخفاء حجم الأزمة، والجدير بالذكر أن هذا النقل الفوري للمعلومات قد حوّل المستخدم العادي إلى شاهد عيان ومُرسِل للأخبار، مما ضاعف من عدد الأصوات القادرة على التأثير في السردية العالمية.
اقرأ المزيد وشارك الآن الجرائم المرتكبة بحق صحفيي غزة
2.تغيير الرأي العام
ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي في الكشف عن زيف الدعاية التي تحاول تشويه صورة المقاومة الفلسطينية أو تبرير الانتهاكات. فمع انتشار المحتوى الذي يوثق الأحداث بشكل فوري، أصبح من الصعب على أي جهة إخفاء الحقائق أو تقديم روايات غير دقيقة دون أن يتم دحضها بسرعة من قبل مستخدمي هذه المنصات. هذا الدور في مكافحة المعلومات المضللة يعتبر أحد أبرز إنجازات وسائل التواصل الاجتماعي في سياق الصراع.
3.تنظيم الحملات الداعمة وحشد التضامن العالمي
لم يقتصر دور وسائل التواصل الاجتماعي على نقل المعلومات وتشكيل الرأي العام، بل امتد ليشمل تيسير تنظيم الحملات والمظاهرات الداعمة للقضية الفلسطينية على مستوى عالمي. أصبحت هذه المنصات أدوات قوية لتعبئة النشطاء والمؤيدين، وتنسيق الجهود، وتعزيز التضامن الدولي. سواء كان ذلك عبر حملات توعية رقمية، أو دعوات للمشاركة في فعاليات حاشدة، فإن وسائل التواصل الاجتماعي أثبتت قدرتها على تحويل الوعي إلى عمل ملموس.
تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على قضايا غزة
أسهمت وسائل التواصل الاجتماعي في تسليط الضوء على قضايا غزة، إذ باتت تُشكّل منصة عالمية فاعلة لنقل الأحداث وتوثيق الانتهاكات الإنسانية بشكل فوري ومباشر. وقد مكّنت هذه الوسائل النشطاء والإعلاميين من إيصال الرواية الفلسطينية إلى الرأي العام الدولي، وتجاوز قيود الرقابة والتعتيم الإعلامي الذي كثيرًا ما يحدّ من تغطية وسائل الإعلام التقليدية.
كما ساعد انتشار المحتوى الرقمي على تشكيل وعي جماهيري عالمي تجاه ما يجري في غزة، وأدى إلى تعزيز التضامن الإنساني والدعوات للتحرك الدولي. وإلى جانب دورها التوعوي، ساهمت المنصات الاجتماعية في تنظيم حملات دعم وإغاثة، وجمع التبرعات لصالح المتضررين، ما جعلها أداة فعّالة في مواجهة الحصار والعزلة المفروضة على القطاع.
أبرز الحملات التي أطلقت عبر وسائل التواصل لدعم غزة
1.هاشتاغات عالمية
من أشهر الوسوم التي انتشرت على مواقع وسائل التواصل الاجتماعي (FreePalestine, #GazaUnderAttack, #CeasefireNOW#)، حيث تم استخدامها من أجل نشر شهادات ميدانية، دعوات لوقف النار، وربط جماعات الضغط بمسؤولين وسياسيين.
2.حملة All Eyes on Rafah – كل الأعين على رفح
عبارة وصورة انتشرت بسرعة على أنستغرام وتيك توك وغيرهم (صورة مُولَّدة بالذكاء الاصطناعي تظهر خيامًا مكتوبة بها العبارة)، وشاركتها شخصيات عامة ومشاهير؛ وصلت المشاركات إلى عشرات الملايين خلال أيام وأصبحت شعارًا لتوجيه الاهتمام إلى هجوم رفح والنازحين. الحملة أظهرت كيف يمكن لصورة واحدة حتى لو كانت مولّدة بـAI ، أن تملك تأثيرًا واسعًا على الانتباه العام.
3.حملات واعتصامات
تنسيق مظاهرات دولية وحملات تضامنية (مثل Global Sumud Flotill) وجمعيات تضامن استخدمت منصات التواصل للتنظيم والدعوة، ما أثّر على الشارع السياسي في دول عدة ورافقته تغطية إعلامية واسعة.
ونجحت هذه الحملات وغيرها في توحيد الصوت العالمي، وتحول هذه الحملات إلى أخبار عالمية، على الرغم من التعتيم الإعلامي، إلا أن هذه الحملات لاقت انتشارًا واسعًا، وتفاعلًا كبيرًا، ومكنت من إيصال صوت غزة للعالم.
