حركة حماس باقية في غزة طالما بقي الاحتلال

Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
Threads

حماس ليست مجرد حركة فلسطينية يمكن أن يتم تجاهلها حتى بعد انتهاء الحرب، بل هي جزء كبير وأساسي من الواقع السياسي الفلسطيني. تعد حماس شريحة كبيرة من الشعب الفلسطيني، ولن ينتهي دورها طالما استمر الاحتلال. كما أن حماس دورها السياسي مرتبط بما سيحدث من تطورات فيما يتعلق بمستقبل العملية السياسية، سواء كانت مفاوضات أو حتى حلول سياسية للقضية الفلسطينية.

حيث أن حركة حماس نجحت منذ تأسيسها واستطاعت أن تتجاوز التغيرات التي كانت من الممكن أن تضعف الحركة أو حتى تؤثر في مسارها. أي أن الحركة تمتلك هيكل داخلي منظم وقوي، وهذا الذي ساعدها على الثبات والاستمرار، وكانت ثابتة على مقاومتها ضد الاحتلال، وذلك ما جعل من الحركة المنقذ واعتبره الفلسطينيين دليلًا على صدقها وإخلاصها.

بداية حركة حماس

بدأت حركة حماس في شهر ديسمبر عام 1987، حيث تم الإعلان الرسمي عن انطلاقتها من خلال بيانها التأسيسي الأول، وهذا كان بالتزامن مع اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الأولى. لم تكون بداية الحركة 1987 فقط، بل بدأت التحضيرات قبل ذلك بسنوات، كانت الحركة مرتبطة فكريًا وتنظيميًا بحركة الإخوان المسلمين داخل فلسطين.

وفي عام 1988، قامت حركة حماس بإصدار ميثاقها الرسمي، وكان عبارة عن وثيقة تضم 32 مادة، وتهدف إلى توضيح ما يتعلق بالحركة، سواءٍ كان شرح صورة الحركة وهويتها، وتوضيح مواقفها السياسية والدينية، ما تسعى له من أهداف، ودعوة الشعب الفلسطيني إلى مناصرتها ودعمها وتحث من يوافقها في الفكر والموقف على الانضمام إلى صفوفها.

كما أن حركة حماس تؤمن بأن صراعها مع الاحتلال الإسرائيلي لم يكن يومًا صراعًا على حدود، بل هو صراع وجودي بحت. كما أن الحركة تنظر إلى الكيان الإسرائيلي على أنه تجسيد للمشاريع الاستعمارية والتي تهدف إلى إنهاء الشعب الفلسطيني من أرضه وابادته، وترى الحركة أن التفاوض مع الاحتلال لا جدوى منه، إذ تعتقد أن ما انتُزع بالقوة لا يُمكن يتم استرجاعه إلا بالقوة.

كيف تطورت حركة حماس

في عام 2006، أحرزت حركة حماس فوزًا كبيرًا في انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني، حيث فازت بأغلبية كبيرة، وبذلك أنهت على سيطرة حركة فتح التي تُعرف رسميًا بحركة التحرير الوطني الفلسطيني على المشهد السياسي الفلسطيني، وهي السيطرة التي استمرت لعقود طويلة. ونتيجة لهذا الفوز، قامت حماس بتشكيل حكومة برئاسة إسماعيل هنية.

ثم أن هذا التطور لم ينهي على التحديات التي واجهتها حركة حماس، سواءٍ من الداخل الفلسطيني أو حتى من المجتمع الدولي، وقد ساهمت هذه الضغوط في إضعاف الحكومة وجعلها تفشل. ونتيجة لذلك، اندلعت اشتباكات دموية بين حركتي حماس وفتح، مما أدى في نهاية المطاف إلى سيطرة حماس بشكل كامل على قطاع غزة.

اطلع على الحملة  تبرع الأن

وفي ظل هذه الأوضاع المتوترة، أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن حل حكومة الوحدة الوطنية التي كانت قد تشكلت بشكل سابق، وكلف سلام فياض بتشكيل حكومة طوارئ، كما أقال إسماعيل هنية من منصبه.

في الأول من مايو/أيار عام 2017،قد أعلنت حركة حماس عم إصدار وثيقة المبادئ والسياسات العامة، وهي وثيقة جاءت لتوضيح مواقف الحركة وتوجهاتها السياسية والوطنية. ومن ثم أكدت الوثيقة على تمسك الحركة بكامل أرض فلسطين، وشددت على أنها لن تتنازل عن أي جزء منها، مهما طال الاحتلال الإسرائيلي، ومهما كانت الظروف أو تحت أي ضغط كان.

والوثيقة كانت عبارة عن 42 نقطة موزعة على 12 عنوان، تناولت فيها قضايا محورية. ومن أبرز ما ورد فيها، التأكيد على أن مدينة القدس سوف تظل عاصمة فلسطين الأبدية، وأن المسجد الأقصى المبارك هو حق خالص للشعب الفلسطيني وللأمة الإسلامية بأكملها. كما أعلنت أن الحىكة ترفض رفض قاطع لأي مشروع أو أي محاولة تهدف إلى تصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين، وأكدت أيضًا رفضها للاعتراف بالاحتلال الإسرائيلي.

علاوة على ذلك، شددت الوثيقة على أن تحرير فلسطين بالكامل من نهر الأردن إلى البحر المتوسط، هو هدف لا يمكن التنازل عنه. وأكدت أن مقاومة الاحتلال الإسرائيلي بجميع الوسائل والأساليب المشروعة، هو مشروع. كما اعتبرت المقاومة الفلسطينية خيار إستراتيجي، يستخدم لحماية الثوابت الوطنية، واسترداد الحقوق الفلسطينية.

هل يمكن أن يكون هناك هدنة بين حماس وإسرائيل؟

لا تزال الأمور غير واضحة حتى الآن بشأن ما إذا كانت الهدنة ستُبرم بين إسرائيل وحركة حماس، أن أن الحرب ستتواصل. أو هل سيتم تنفيذ وقف إطلاق النار في غزة وبشكل دائم، وإطلاق سراح جميع المحتجزين الذين لا يزالون في غزة، أم أن الحرب ستظل متجددة، في حالة فشل تطبيق الاتفاق.

ما سبب فشل اتفاقات وقف إطلاق النار؟

في حقيقة الأمر، يظهر القادة الإسرائيليين إصرار واصح على عدم إنهاء الحرب، إلا في حالة تدمير حركة حماس وبشكل كامل، أو إخراجها من قطاع غزة ومن فلسطين وللأبد، لكن وضع غزة يظل غامض حتى بعد إنتهاء الحرب وغير محددة المعالم، خاصة فيما يتعلق بالوضع في سياسة غزة.

كمان أن حماس تسعى إلى الوصول لاتفاق دائم وليس مؤقت، ويضمن خروج إسرائيل من القطاع وأيضًا وقف إطلاق النار بشكل نهائي، وانتهاء الحرب. لأن الاتفاق المؤقت لا يكفي لضمان حماية الشعب الفلسطيني واستعادة الحياة الطبيعية، بل لا بد من حل دائم يُنهي العدوان ويوفر ضمانات حقيقية.

اقرأ المزيد

النداء الإنساني من أجل غزة

جدول المحتويات

العربيةarالعربيةالعربية