معاناة انقطاع الإنترنت وآثاره في قطاع غزة

Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
Threads

في ظل استمرار الحرب والحصار، يشكل انقطاع الإنترنت في غزة واحدة من أخطر مظاهر العزلة المفروضة على السكان، إذ لم يؤدِ فقط إلى شلل في وسائل الاتصال، بل عطّل أيضاً عمل الطواقم الطبية والإنسانية، ومنع الإعلاميين من توثيق ما يجري على الأرض. هذا الانقطاع عزل غزة تماماً عن العالم، وشكل تأثيرًا كبيرًا غلى الحياة اليومية في غزة ومنع المواطنين من الوصول إلى خدمات أساسية تمثل خدمات حيوية في ظل الظروف الراهنة.

ما هي أسباب انقطاع الإنترنت في غزة؟

شهد قطاع غزة خلال العدوان الأخير انقطاعًا شبه تام في خدمات الإنترنت والاتصالات، مما أدى إلى عزل السكان عن العالم الخارجي في واحدة من أكثر الفترات حرجًا. وقد شكّل هذا الانقطاع تحديًا كبيرًا أمام المؤسسات الإنسانية، ووسائل الإعلام، وحتى الأفراد الذين حُرموا من التواصل، والاستغاثة، ونقل معاناتهم. ويعود هذا الانقطاع إلى مجموعة من العوامل المتداخلة، التي ساهمت مجتمعة في تعطيل البنية التحتية الرقمية في القطاع. أهمها:

1.قصف البنية التحتية

يستهدف جيش الاحتلال الإسرائيلي محطات الاتصالات وأبراج الإنترنت بشكل مباشر، إضافة إلى شبكات الاتصال التي تغذي هذه الأبراج، وقد أدى هذا إلى تدمير البنية التحتية اللازمة لتشغيل الإنترنت.

2.انقطاع الكهرباء

نتيجة للقصف والحصار، تراجعت قدرة محطة الكهرباء الوحيدة في غزة عن العمل، ما أدى إلى انقطاع التيار لساعات طويلة، وبالتالي توقف خدمات الإنترنت المرتبطة بها.

3.نقص الوقود اللازم لتشغيل المولدات

منعت قوات الجيش الإسرائيلي إدخال الوقود الكافي داخل قطاع غزة، مما نتج عنه توقف المولدات التي تغذي شركات الاتصالات والمستشفيات ومراكز الإنترنت، وهذا ما ساهم في تعطيل كامل للاتصالات.

4.انعدام الصيانة

بسبب الحصار والهجمات، لم يعد بالإمكان إصلاح الأعطال أو صيانة الشبكات، نتيجة لصعوبة إدخال معدات الاتصالات من الخارج.

كيف يؤثر انقطاع الإنترنت على الحياة اليومية في غزة؟

لا يقتصر تأثير انقطاع الإنترنت في غزة على الجانب التقني فحسب، بل يتجاوز ذلك ليصل إلى مختلف جوانب الحياة اليومية في ظل ظروف إنسانية وأمنية بالغة التعقيد. وقد أدى هذا الانقطاع إلى تعطيل مسارات التواصل، وإعاقة الخدمات الحيوية، وفرض مزيد من العزلة على السكان المحاصرين. وفيما يلي أبرز جوانب الحياة التي تأثرت بشكل مباشر نتيجة هذا الانقطاع:

كيف يؤثر انقطاع الإنترنت على الحياة اليومية في غزة؟

1.عزل أهل غزة عن العالم الخارجي

أدى انقطاع الإنترنت في غزة إلى عزل كامل للسكان عن العالم الخارجي، فلم يعد بإمكانهم التواصل مع أهاليهم في الخارج أو إيصال صوتهم للعالم، وفي ظل القصف والانتهاكات المستمرة في القطاع، أصبح من المستحيل نقل الاستغاثات أو مشاركة الأخبار والصور التي توثّق ما يجري. إضاغة إلى أنه انقطعت قدرة الصحفيين والنشطاء والمؤسسات على استخدام وسائل التواصل الاجتماعي أو الإعلام الرقمي لكسر الحصار الإعلامي، ما جعل غزة في لحظة ما بلا صوت، وهذا الانقطاع الرقمي عزّز الشعور بالخذلان والاختناق بين السكان، إذ شعر كثيرون أنهم يواجهون مصيرهم وحدهم دون أن يسمعهم أحد، أو حتى يعرف ما يحدث معهم.

2.تعطّل التواصل الإعلامي

يلعب الإعلام دورًا حاسمًا في نقل الحقيقة وتوثيق الانتهاكات، لكن مشاكل الإنترنت في غزة حرم الصحفيين والمراسلين من أهم وسيلة يعتمدون عليها في أداء مهامهم، لم يتمكنوا من رفع الصور أو إرسال التقارير أو إجراء البث المباشر، ما أدى إلى غياب شبه كامل للأخبار العاجلة والميدانية من داخل القطاع، وهذا التعطيل أعاق بشكل كبير توثيق الانتهاكات الحقوقية والإنسانية التي يتعرض لها المدنيون، مما أعطى الاحتلال مساحة أكبر لارتكاب الجرائم بعيدًا عن أعين العالم.

3.تأثير انقطاع الإنترنت على العمل والتعليم

حيث أدى ذلك إلى توقف شبه كامل للتعليم الإلكتروني، وهو الوسيلة التي يعتمد عليها كثير من الطلاب لاستكمال دراستهم، خاصة في ظل إغلاق المدارس والجامعات. فبدون الإنترنت، أصبح من المستحيل حضور الدروس عن بُعد، المشاركة في الامتحانات الإلكترونية، أو الوصول إلى الموارد التعليمية الرقمية، مما تسبب في توقف العملية التعليمية.

اقرأ المزيد دعم التعليم في غزة:

إما بالنسبة للعاملين عن بعد، والذين يشكلون شريحة متزايدة في قطاع غزة نتيجة الحصار والقيود على التنقل، فقد فقدوا مصدر دخلهم بشكل مباشر. الاعتماد على الإنترنت في إنجاز الأعمال المهنية، التواصل مع العملاء، وتسليم المشاريع أصبح مستحيلاً، مما زاد من معدلات البطالة والفقر. هذا الوضع دفع العديد من العائلات إلى مزيد من الضغط الاقتصادي، وسط غياب بدائل كافية لسد حاجاتهم.

تبرع الآن:

ما هي الحلول الممكنة لمشكلة انقطاع الإنترنت في غزة؟

1.دعم مشاريع الطاقة الشمسية

المساعدة في تمويل أو نشر مشاريع الطاقة الشمسية التي توفر كهرباء مستقرة لشبكات الإنترنت في غزة، مما يقلل الاعتماد على الوقود والإنقطاع الكهربائي.

اقرأ المزيد مشروع الطاقة الشمسية في غزة:

2.اسخدام التقنيات البديلة

استخدام حلول اتصال غير تقليدية مثل شبكات الواي فاي المجتمعية أو الأقمار الصناعية لتأمين اتصال مستمر رغم تضرر البنية التحتية.

3.التبرع

المساهمة المالية في دعم قطاع الاتصالات والطاقة في غزة لتوفير المعدات والخدمات الضرورية.

تبرع الآن:

4.نشر التوعية والتضامن حول انقطاع الإنترنت

مشاركة المعلومات والتحديثات حول أزمة انقطاع الإنترنت في غزة عبر منصات التواصل لرفع مستوى الوعي وكسب دعم أوسع.

اقرأ المزيد التوعية والإعلام:

جدول المحتويات

العربيةarالعربيةالعربية