غزة تحت حصار دام 18 عام

Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
Threads

على الرغم أن إسرائيل قد قامت بسحب جنودها ومستوطناتها من داخل قطاع غزة في عام 2005، إلا أن ذلك لا يعني أنها أنهت احتلالها بالكامل. في ما تزال تتحكم في كل ما يحدث سواءٍ داخل أو خارج القطاع، وإن كان عبر المعابر البرية أو خلال البحر والجو، حيث أن عزة لا تملك أي سيطرة على حدودها أو مجالها الجوي أو البحري، كما أن الاحتلال يسيطر على السجل السكاني في غزة أي أن إسرائيل فقط من تحدد من يحق له أن يسجل كمقيم في القطاع.

إضافة إلى ذلك، الاحتلال يسيطر على شبكات الاتصالات والعديد من الخدمات التي تُعد أساسية وهي تؤثر بشكل مباشر على حياة الناس في غزة. كما أن إسرائيل فوق أنها لم تتحمل مسؤوليتها القانونية في حماية المدنيين في غزة، بل قامت بفرض حصار خانق على قطاع غزة. قد عملت على فرض حصار خانق ومنع سكان غزة من كل احتياجاتهم.

كيف بدأ الحصار على غزة

بعد فوز حركة حماس في الانتخابات التشريعية الفلسطينية في يناير/ كانون الثاني عام 2006، بدأت إسرائيل بفرض حصار كامل على القطاع، كما وسيطرت على قطاع غزة بالكامل في يونيو/حزيران 2007، ومن ثم إسرائيل قامت بتشديد هذا الحصار، واعتبرت أنه كيان معادي، لتبرر فرضها للمزيد والمزيد من العقوبات الغير إنسانية. العقوبات التي فرضتها إسرائيل أثرت بشكل مباشر على حياة المدنيين، حيث أنه تم تقييد دخول أبسط السلع الأساسية، ومنع حرية تنقل الأفراد من وإلى القطاع، مما زاد من معاناة المدنيين.

وعلى مدار السنوات التالية، سعت إسرائيل بكل جهدها إلى زيادة هذا العزل، وقطع غزة عن باقي كل الأراضي الفلسطينية، بالأخص الضفة الغربية والقدس الشرقية، ما أدى إلى جعل التواصل بين أبناء الشعب الفلسطيني أكثر صعوبة.

بالإضافة إلى فرض القيود على حركة أهل غزة، كما أن الاحتلال يتحكم في نوع وكميات البضائع التي تسمح بدخولها إلى القطاع، وقد أدى ذلك إلى شلل اقتصادي وشبه كامل داخل القطاع. وقد أدى هذا الحصار إلى ارتفاع مخيف في معدلات الفقر والبطالة بين السكان.

اطلع على الحمله  تبرع الأن

ومن أكثر المتضررين من هذا الوضع كان القطاع الصحي؛ بسبب أن المستشفيات والمراكز الطبيعية أصبحت تفتقر للكثير من الأدوات والمستلزمات الأساسية، وفي الغالب ينتظر المرضى عدة أشهر للحصول على العلاج أو لإجراء عمليات جراحية ضرورية.

والذي زاد من سوء الوضع كله، قامت إسرائيل بعمل هجمات عسكرية كبرى على قطاع غزة خلال سنوات الحصار، حدث على إثرها آلاف القتلى المدنيين، ودمرت عشرات الآلاف من المنازل والمباني، وسبب دمارًا كبيرًا في البنية التحتية، مما جعل من العيش في القطاع أمرًا مستحيل.

تاريخ حصار الاحتلال

في عام 2007، سيطرة حركة حماس على قطاع غزة، قد أعلنت إسرائيل أن القطاع أصبح كيانًا معاديًا. وما حدث بعد ذلك كان كارثيًا، حيث فرضت إسرائيل سلسلة من العقوبات، ومنها القيام بتقليل إمدادات الكهرباء، وتقليص دخول البضائع، وإغلاق المعابر الحدودية.

وفي يناير 2008، ومع تزايد إطلاق النار واستمرار الصواريخ من غزة نحو المستوطنات الإسرائيلية كرد لما قام عليه الاحتلال من جرائم وقتل للمدنيين، قامت إسرائيل بفرض عقوبات أكثر وقامت بتوسيع جرائمها.

وفي 14 نوفمبر 2012، بدأت إسرائيل هجومًا جويًا بشكل واسع على قطاع غزة، حيث استهدفت في الغارة قائد الجناح العسكري لحركة حماس أحمد الجعبري وأدى ذلك إلى مقتله. هذا الهجوم أدى إلى تصعيد كبير في القتال بين الطرفين، واستمرت المواجهات لعدة أيام، حتى تم التوصل إلى اتفاق لوقف النار في 21 نوفمبر من نفس العام.

في يونيو/حزيران 2014، قامت إسرائيل تكثف غاراتها الجوية على قطاع غزة، وردًا على ذلك، قامت حماس بإطلاق صواريخ تجاه إسرائيل كنوع من الرد والانتقام. من ثم شنت إسرائيل هجومًا عسكريًا واسعًا استمر لمدة 50 يومًا، وكا من أطول وأعنف العمليات العسكرية على القطاع.

وفي مايو/أيار 2021، شهدت الأوضاع تصعيدًا حادًا في القدس بالأخص بعد صدور قرارات من المحاكم الإسرائيلية التي أصدرت قرار بطرد عدد من العائلات الفلسطينية من منازلها في حي الشيخ جراح، لصالح مستوطنين إسرائيليين.

وأدى ذلك إلى اندلاع احتجاجات واسعة في القدس، مما صاعد من المواجهات بين المتظاهرين الفلسطينيين وقوات الشرطة الإسرائيلية. وقامت إسرائيل بشن غارات جوية على القطاع، وذلك سبب في تدمير واسع للمباني والبنية التحتية في غزة.

وفي أكتوبر/تشرين 2023 فرضت إسرائيل حصار كامل، أدى إلى كارثة إنسانية، فقد أصبح أهل غزة يعيشون في دوامة من الفقر والحرمان الذي لم يشهده القطاع من قبل، حيث تدهورت أوضاع أهل غزة بشكل كبير على كل المستويات.

وصل سوء الوضع إلى شكل لا يحتمل، حتى إذا تم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وبدأت المساعدات الأنسانية بالدخول للقطاع، فإن المعاناة لن تنتهي بسرعة، لأن أغلب أهل غزة سوف يظلون عالقين لسنوات في ظروف صعبة من الفقر والاحتياج، وذلك بسبب العدد الكبير من القتلى والجرحى، والدمار الواسع الذي أصاب البنية التحتية.

اقرأ المزيد

 ماذا يحدث في غزة ؟ تحديث 2025

جدول المحتويات

العربيةarالعربيةالعربية