سمير زقوت… طفل غزي فقد أطرافه وبقي قلبه معل ًقا بالحياة

لم يكن سمير زقوت )10 أعوام( يختلف عن أي طفل في عمره؛ مرح، شقي، يركض وراء الفرح ويجد متعته في اللعب داخل غرفته الصغرية اليت شهدت سنوات طفولته. لكن لحظة واحدة كانت كفيلة بأن بدد ت كل ما كان ُ يعرفه عن الحياة

في ذلك اليوم، بينما كان سمري يلعب كعادته، فوجئ أمام نافذته بطائرة مسرية من نوع كوادكوبرت – يسميها الغزيون »الطائرة االنتحارية« لم تمنحه الوقت للهرب، فاندلع االنفجار في محيطه، والتهمت النريان جسده وغرفته م ًعا.

لم يسعفه صوته في االستغاثة؛ فقد أغلقت ألسنة اللهب حنجرته، بينما األلم يطبق عىل المكان. حاول الفرار، لكن النريان سبقت خطواته. عندها خاطر والده بحياته، واقتحم الغرفة ليحمل بني ذراعيه ما تبقى من جسد طفله، مشهد لن يمحى من ذاكرته: كان يحتنضسمري، لكن ليس كما اعتاد في لحظات اللعب، بل وهو يرى طفولته تنهار بني يديه.

ُقل رغم ضعف اإلمكانيات الطبية في القطاع المحارص. وفي لحظة اعتربها والده “معجزة”، أظهر جسد سمري استجابة غري متوقعة للعالج رغم خطورة إصاباته.

مرت األيام، وتعافى الطفل تدريجًيا من الحروق، لكن ما لم يش َف منه كان أعقد بكثري: فقدان أطرافه.

كل صباح، يفتح سمري عينيه المتعبتني، يسأل والدته بصوت متهدج ودموع ال تنقطع: “أين رجيل ويدي؟” سؤال موجع، يتكرر كطعنة في قلب أرسته، وال يجدون له جواًبا يخفف من صدمته. ذكريات االنفجار والنار ما زالت تالحقه، وما زالت الصدمة تسيطر عليه بعد مرور عدة أشهر. ومع ذلك، يتمسك بحلمه البسيط: أن يعود يو ًما للعب، أن يستعيد ا ًئ شيًئ من حياته اليت رُسقت منه.

احتياجات سمير:
اليوم، يحتاج سمير الى :
● تركيب أطراف صناعية لليد والرجل.
● عملية “بالستيك” في اليد اليمىن.
● عمليات إزالة الشظايا من اليد اليرسى وتقوية العصب.
● جلسات عالج طبيعي إلعادة تأهيله.

سمري طفل لم يخرت الحرب وال النار، كل ما أراده هو أن يعيشطفولته مثل أي طفل آخر. وبينما فقد أطرافه، لم يفقد إرصاره عىل التمسك بالحياة.