الجرائم المرتكبة بحق صحفيي غزة

Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
Threads

يستمر جيش الاحتلال الإسرائيلي في ارتكاب الجرائم بحق صحفيي غزة، حيث ترتكب المجازر يوميا بحقهم في محاولة لإسكات صوتهم، فهم الشهود الأوائل على المجازر والمأساة الإنسانية التي يعيشها المدنييون تحت القصف والحصار، وقد قتلت قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي 246 حسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني.

كيف تؤثر هذه الجرائم على عمل صحفيي غزة؟

تؤدي الجرائم الممنهجة بحق صحفيي غزة إلى تقييد حركتهم، وتعريضهم لخطر دائم، مما يجعل تغطية الأحداث وجمع المعلومات أكثر صعوبة، كما أن استهداف المكاتب الإعلامية وتدمير البنية التحتية للاتصالات منعهم من الأدوات اللازمة لممارسة عملهم، ويدفعهم للاعتماد على وسائل بدائية في نقل الحقائق. ويعيش صحفي غزة واقع قاسي، فهو ناقل للخبر وموثّق للحدث، ومن جهة أخرى يعيش المأساة ذاتها، من فقدان للزملاء والأقارب، والتهديد المستمر بالموت، يولّد حالة من الضغط النفسي، وعلى الرغم من هذا يواصل الصحفي أداء رسالته.

مع الاستهداف المتكرر والمباشر لصفحيي غزة، يصبح النزول إلى الميدان محفوفًا بالموت في أي لحظة. ورغم ذلك، يختارون المخاطرة بحياتهم من أجل نقل ما يحدث بحق شعبهم، دون التردد للحظة أو الخوف من الموت. إضافة إلى التهديدات المستمرة بحق صحفيي غزة بالالتزام بالصمت أو القتل. ومع ذلك، فإنهم يواصلون عملهم في نقل الحقيقة للعالم وإظهار الجرائم، والمجازر، والتجويع الممنهج بحق أبناء شعبهم.

كما أنه يؤثر استهداف صحفيي غزة في تقليل حجم التغطيات الميدانية المباشرة، ويجعل نقل الحقيقة أمر بغاية الصعوبة، فقد باتت الصور والتقارير التي يعمل الصحفيون على إيصالها، رغم المخاطر، شاهدًا أساسيًا يعتمد عليه العالم في فهم حقيقة ما يجري. إضافة إلى الضغط النفسي المتواصل بفعل مشاهد القتل والإصابات وبث صرخات الضحايا على الهواء المباشر تسبب في حالات من الصدمة وقلّة التركيز.

اقرأ المزيد صراع غزة من أجل البقاء في وجه الاحتلال

يسعى الاحتلال إلى إخماد صوت الصحفيين في غزة عبر استهدافهم عمداً وقصف مقار وسائل الإعلام ومعدات البث، فتتحول الجيوش إلى الرادع الأول أمام نقل شهادات الشهود والحقائق الميدانية. بهذا الأسلوب يضمن الاحتلال انحصار الرواية في زاوية واحدة، ويُخفي أمام الرأي العام العالمي حجم الدمار والمعاناة التي يعيشها المدنيون، ما يمحو من الذاكرة الوثائق والصور الصادمة التي تدفع المجتمع الدولي لاتخاذ موقف أو دفع آليات حماية فورية.

لكن لا تزال التغطية مستمرة والرسالة ستصل، إن شاء الاحتلال أم أبى.

ما هي الجرائم المرتكبة بحق صحفيي غزة؟

يشكل الصحفييون خط الدفاع الأول عن الحقيقة، حيث لا يقتصر دور الصحفي على نقل الأخبار فحسب، بل يتجاوز ذلك إلى توثيق الجرائم وكشف معاناة المدنيين للعالم. غير أنّ هذا الدور لم يحتمله الاحتلال الإسرائيلي، فاختار أن يستهدفهم بدمٍ بارد، والعالم بأسره يشهد على ذلك. الصحافة ليست جريمة، بل الجريمة الحقيقية هي إبادة شعب بالكامل من أجل مصالح سياسية.

1.الاستهداف المباشر

استهدافات مباشرة بالصواريخ والقنابل أثناء التغطية المباشرة، أدى هذا إلى ارتفاع عدد الشهداء الصحفيين إلى 246 صحفي.

2.الاعتقال والتوقيف

توجيه التهم بحق صحفيي غزة واعتقالهم مطولاً دون محاكمة، ومنع تواصلهم مع أهلهم وذويهم، واستدعاءات قسرية غايتها استسهداف منافذ الإعلام وتظليل الحقيقة.

3.تدمير المكاتب ومعدات الإعلام

قصف مباشر لمكاتب الإذاعة من بدء الحرب، ولم يكتف جيش الاحتلا بذلك، بل دمر الكاميرات وأجهزة البث، وانقطاع متكرر للإنترنت.

4.المضايقات والتهديدات المستمرة

يتعرض العديد من الصحفيين للتهديدات باستهدافهم أو استهداف عائلاتهم، تخويفًا لهم لإسكات صوتهم، وعللى الرغم من ذلك لا تزال التغطية مستمرة.

توثيق الانتهاكات ضد الصحفيين في غزة

تتعرض كوادر الإعلام والصحافة في غزة لضغط ناري مباشر، فيُستخدم ضدهم قصف مدفعي وصواريخ موجهة وقنابل، ما أدى إلى وقوع عشرات القتلى والجرحى بينهم مراسلون ومصورون وفنيون، أثناء تغطيتهم للميدان أو محاولتهم نقل ضحايا القصف إلى المستشفيات.
الدروع والحواجز التي يفترض أن تحمي المدنيين لا تؤمن حصانة للصحفيين؛ إذ يستهدفهم الجيش الإسرائيلي بشكل متكرر، إما عن قصد مباشر أو ضمن قصف عشوائي للمرافق الطبية والتعليمية والمختبرات الصحفية. هذا الأسلوب يقيس بشدة سلامة العمل الإعلامي في مناطق النزاع.

مجزرة صحفيي غزة أنس الشريف وزملائه

أنس الشريف.. الرسالة ستصل والتغطية مستمرة

استهدف أنس الشريف وزملائه محمد قريقع، محمد نوفل، إبراهيم ظاهر، مؤمن عليوة ومحمد الخالدي، وكانت الغارة على خيمة مخصصة للصحفيين خارج مستشفى الشفاء. 6 صحفيين قتلوا في آن واحد، هؤلاء الشهداء ليسوا فقط مجرد أرقام، وهذا اغتيال ممنهج لحرية الصحافة. كانوا هؤلاء الزملاء من ابرز الأصوات التي تنقل معاناة الشعب في غزة من مجازر وقصف وتجويع، وعرف الصحفي أنس الشريف بتغطيته الميدانية حيث كان يخرج على الهواء وسط القصف، ينقل لحظة بلحظة معاناة المدنيين.

بعضًا من كلمات انس الشريف في وصيته: “أوصيكم بفلسطين، درةَ تاجِ المسلمين، ونبضَ قلبِ كلِّ حرٍّ في هذا العالم. أوصيكم بأهلها، وبأطفالها المظلومين الصغار، الذين لم يُمهلهم العُمرُ ليحلموا ويعيشوا في أمانٍ وسلام، فقد سُحِقَت أجسادهم الطاهرة بآلاف الأطنان من القنابل والصواريخ الإسرائيلية، فتمزّقت، وتبعثرت أشلاؤهم على الجدران. أوصيكم ألّا تُسكتكم القيود، ولا تُقعِدكم الحدود، وكونوا جسورًا نحو تحرير البلاد والعباد، حتى تشرق شمسُ الكرامة والحرية على بلادنا السليبة.”

المجزرة خلال التغطية المباشرة

12 شهيد من بينهم 5 صحفيين في مجزرة قام بها الاحتلال بمجمع ناصر الطبي

استهدف الاحتلال الإسرائيلي بغارة جوية على مجمع ناصر الطبي أثناء التغطية الميادنية المباشرة حيث أصابت الضربة الأولى الطابق العلوي، بعدها انتشرت فرق الدفاع المدني والصحفيون إلى الموقع، ليطالهم الهجوم الثاني مباشرةً بعد دقائق. ومن بين القتلى 5 صحفيين وهم حسين المسري، مريم دقّع، محمد سلامة، معاذ أبو طه ووأحمد أبو عزيز. وهذا هجوم مزدوج يستهدف الصحفيين والدفاع المدني بعد دقائق من وصولهم، في نموذج واضح على ما يمكن أن يُعتبر استخدامًا ممنهجًا للعنف ضد الإعلام والمنقذين المدنيين.

تبرع الآن

جدول المحتويات

العربيةarالعربيةالعربية