اتفاق شرم الشيخ يُعلن انتهاء حرب غزة ووقف إطلاق النار في أكتوبر 2025، الذي تضمن تبادل الأسرى وانسحاب القوات لإسرائيلية، ومرحلة طويلة لإعادة إعمار غزة. وعلى الرغم من الاتفاق،إلا أنه لا تزال هنالك تحديات كبيرة تتعلق بتنفيذ بنوده بالكامل، وضمان الاستقرار الدائم، ومعالجة الأزمة الإنسانية المستمرة.
مسار اتفاق وقف إطلاق النار وانتهاء حرب غزة
لم يكن التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار وانتهاء حرب غزة بعد عامين من الإبادة أمر سهل أو مباشر، بل مر بمراحل متعددة تخللها بعض الانتكاسات. أهم المراحل التي مر بها اتفاق شرم الشيخ :
الهدنة وتبادل الأسرى
بدأت هذه المرحلة بهدنة فورية لمدة ستة أسابيع، تضمنت وقفًا شاملًا للعدوان الإسرائيلي على غزة، وكان أحد أبرز بنود هذه المرحلة هو تبادل الأسرى، حيث تم الإفراج عن أسرى إسرائيليين مقابل إطلاق سراح عدد من الأسرى الفلسطينيين. كما شملت هذه المرحلة فتح المعابر لإدخال المساعدات الإنسانية العاجلة إلى القطاع، الذي يعاني من أزمة إنسانية خانقة.
وقف إطلاق نار دائم وانتهاء حرب غزة
بعد انتهاء الهدنة الأولية، بدأت المفاوضات حول وقف دائم لإطلاق النار وانسحاب تدريجي وكامل للقوات الإسرائيلية من غزة. التحدي الأكبر هنا هو ضمان عدم عودة التصعيد والعدوان كما حدث عند استئناف الحرب. قال تعالى: {” وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ ۖ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ (54)”}-آل عمران.
اقرأ المزيد إعلان انتهاء الحرب ووقف إطلاق النار الشامل في غزة
إعادة إعمار ما دمره الاحتلال الإسرائيلي
تعتبر هذه المرحلة الأطول والأكثر تعقيدًا، حيث تتضمن عملية إعادة إعمار شاملة لقطاع غزة، التي دمرت بنيته التحتية بشكل كبير خلال الحرب. من المتوقع أن تستغرق هذه المرحلة من 3 إلى 5 سنوات، وتتطلب دعمًا دوليًا واسعًا وجهودًا منسقة لإعادة بناء المنازل والمستشفيات والمدارس، وتوفير الخدمات الأساسية للسكان. كما تركز هذه المرحلة على تحسين الوضع الإنساني والاقتصادي في القطاع، ورفع القيود المفروضة على الحركة والتجارة.
ما هي تحديات انتهاء حرب غزة ؟
رغم الاتفاق، شهدت الأيام الاولى خروقات اسرائيلية، مثل رفض فتح معبر رفح بالكامل، الامر الذي أدى إلى تقليص حجم المساعدات الإنسانية وتهديدات استئناف الحرب كما حدث في 18 مارس 2025، حيث خرق القوات الاسرائيلية اتفاق الهدنة واستأنفت الحرب مفعلة غارات جوية أسفرت عن آلالف القتلى. لكن الاتفاق الحالي يهدف إلى تجنب ذلك.
اقرأ المزيد دعم غزة الآن متطلب عاجل

1.المخاوف المتعلقة بهشاشة الاتفاق
شهدت الأيام الأولى بعد الاتفاق بعض الخروقات والتوترات. على سبيل المثال، كانت هناك تقارير عن رفض إسرائيل فتح معبر رفح بالكامل، مما أثر على تدفق المساعدات الإنسانية. كما أن التاريخ يحفل بانتهاكات سابقة لاتفاقيات وقف إطلاق النار، ففي مارس 2025، شهد القطاع تصعيدًا بعد هجوم صاروخي وعمليات تسلل، مما أدى إلى استئناف القتال لفترة. هذه الأحداث تثير القلق حول مدى التزام الأطراف ببنود الاتفاق على المدى الطويل.
2.الوضع الإنساني الكارثي
دمر ما يزيد عن 80% من المباني بما في ذلك آلاف البيوت والمستشفيات والمدارس، وأحياء كاملة أصبحت أنقاضًا. إضافة إلى النقص في المياه والغذاء، فمعظم سكان القطاع لا يحصلون على مياه صالحة للشرب إلا بشكل متقطع. كما أن الغذاء نادر وغالي جدًا، ف الأسعار ارتفعت أضعافًا، والناس تعتمد على المساعدات الدولية التي تصل بصعوبة. وأما عن انهيار النظام الصحي، فالمستشفيات التي بالكاد تعمل دون كهرباء كافية، بدون أدوات جراحية، أحيانًا يضطرون لإجراء عمليات بدون تخدير كافٍ.
3.التحديات المتعلقة بالنازحون
أكثر من مليون ونصف نازح داخل القطاع، أي حوالي 3 من كل 4 أشخاص فقدوا منازلهم. والأطفال هم الأكثر تضررًا، حيث أن كثير منهم فقدوا أهلهم أو بيوتهم. ويعانون من صدمات نفسية شديدة، كالأرق والخوف الدائم من الأصوات العالية. كما أن لا يزال التعليم متوقف تقريبًا، لأن معظم المدارس أصبحت ملاجئ أو مهدّمة.
نتيجةً للدمار الواسع الذي خلّفته الحرب، فقدت العديد من الأسر في غزة مساكنها بعد تدمير أحيائها السكنية بالكامل، مما تركها دون مأوى. وفي ظل الارتفاع الحاد في تكاليف استئجار الأراضي وشراء الخيام، تضطر هذه العائلات إلى التنقل المستمر بحثًا عن مكان يؤويها، وسط ظروف إنسانية بالغة الصعوبة.
4.الكهرباء والاتصالات
على الرغم من انتهاء حرب غزة، لا تزال معاناة توفير الكهرباء مستمرة، حيث أن محطة توليد الكهرباء الوحيدة في غزة تعرضت لأضرار جسيمة، وأحيانًا تتوقف كليًا بسبب نقص الوقود أو القصف المباشر. ونتيجة لذلك، الكهرباء تصل لساعات محدودة جدًا أحيانًا ساعة أو ساعتين في اليوم فقط، وأحيانًا لا تصل إطلاقًا. وهذا الانقطاع المستمر يجعل تشغيل المستشفيات صعبًا جدًا (أجهزة تنفس، حاضنات أطفال، عمليات جراحية)، وحفظ الطعام صعبًا، لأن الثلاجات لا تعمل، إضافة إلى ضخ المياه أو تشغيل محطات التحلية محدودًا جدًا، وحتى الشحن البسيط للهواتف أصبح تحديًا كبيرًا.

