تدمير الأراضي الزراعية في غزة

Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
Threads

 سببت العمليات العسكرية الإسرائيلية المستمرة، والحصار الشامل، وسياسة التجويع إلى تدمير ممنهج للبنية التحتية والأراضي الزراعية والمائية والري، إضافة إلى نزوح المزارعين من أراضيهم، فتدمير الأراضي الزراعية في غزة هو نتيجة مباشرة لحرب الإبادة الجماعية التي تزايدت مع استمرار الحصار والسياسات الإسرائيلية التي تستهدف البنية التحتية الزراعية بشكل ممنهج وشامل.

أسباب تدمير الأراضي الزراعية في غزة

تعاني الأراضي الزراعية في قطاع غزة من تدمير ممنهج وواسع النطاق، نتيجة لتضافر مجموعة من العوامل المعقدة والمتشابكة. هذا التدهور لا يمثل خسارة اقتصادية فحسب، بل يهدد الأمن الغذائي للسكان ويزيد من حدة الأزمة الإنسانية المتفاقمة. تعود الأسباب الجذرية لهذا الدمار إلى العمليات العسكرية المستمرة، والحصار الشامل، والسياسات التي تستهدف البنية التحتية الزراعية والمائية بشكل مباشر، مما أدى إلى نزوح المزارعين وتلوث التربة وجعل أجزاء كبيرة من الأراضي غير صالحة للزراعة.

التدمير الممنهج للأراضي الزراعية في غزة نتيجة للعمليات العسكرية الإسرائيلية المستمرة

1.القصف المكثف والتجريف البري للأراضي الزراعية

الاستهداف المباشر للحقول والدفيئات

تشير العديد من التقارير إلى أن القصف المكثف بالصواريخ والقنابل يستهدف مساحات واسعة من الأراضي الزراعية والمزارع الحيوانية. يؤدي هذا القصف إلى تدمير مباشر للحقول والبساتين والدفيئات الزراعية، مما يحول الأراضي الخضراء المنتجة إلى مناطق مدمرة وغير صالحة للاستخدام. لقد تضررت آلاف الدفيئات الزراعية، التي كانت تشكل جزءًا حيويًا من الإنتاج المحلي، مما أدى إلى تقليص الطاقة الإنتاجية الزراعية وزيادة الاعتماد على الاستيراد.

الاجتياحات البرية وتجريف التربة

بالإضافة إلى القصف الجوي، تساهم الاجتياحات البرية بشكل كبير في تدمير الأراضي، خاصة في المناطق الشرقية من القطاع. يتم خلال هذه الاجتياحات تجريف الأراضي ودمك التربة، مما يجعلها غير صالحة للزراعة لفترات طويلة. هذا التجريف لا يدمر المحاصيل القائمة فحسب، بل يؤثر أيضًا على بنية التربة وقدرتها على الإنتاج المستقبلي. تظهر صور الأقمار الصناعية بوضوح حجم الدمار الهائل الذي لحق بهذه الأراضي.

تلوث التربة وتأثير المتفجرات

تساهم العمليات العسكرية أيضًا في تلوث التربة بالمتفجرات ومخلفات الحرب، مما يجعلها غير صالحة للزراعة على المدى الطويل. هذا التلوث ليس مجرد عائق أمام الإنتاج، بل يمثل خطرًا بيئيًا وصحيًا كبيرًا على السكان والبيئة المحيطة.

اقرا المزيد أثر القصف على البيئة قي غزة

2.منع وصول المزارعين إلى الأراضي الزراعية

أوامر الإخلاء ونزوح المزارعين

تتسبب أوامر الإخلاء ونزوح المزارعين في توقف العناية بالأراضي الزراعية، مما يؤدي إلى تلف المحاصيل بشكل طبيعي بسبب الإهمال. يعاني المزارعون في مناطق مثل غزة وشمالها ورفح من عدم القدرة على الوصول إلى حقولهم، مما يترك المحاصيل لتتلف دون حصاد أو رعاية.

تخصيص الأراضي للمناطق العازلة

تقوم إسرائيل بعزل وتجريف مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية على طول السياج الحدودي، وتحويلها إلى “مناطق عازلة”. هذه السياسة تخرج آلاف الدونمات الزراعية من دائرة الاستخدام، وتمنع المزارعين من العمل فيها بشكل دائم، مما يقلل بشكل كبير من المساحة الصالحة للزراعة في القطاع.

3.قيود على الحركة والواردات

نقص الوقود والمواد الزراعية

يساهم الحصار الإسرائيلي المستمر، مع تضييق المعابر وقيود على دخول المواد الزراعية والوقود، في تفاقم الأزمة. يمنع هذا الحصار وصول الوقود اللازم لتشغيل أنظمة الري، والمعدات الزراعية، والمواد الخام الضرورية مثل الأسمدة والبذور، مما يعيق الإنتاج الزراعي بشكل كبير ويقضي على وظائف القطاع الزراعي ككل.

صعوبة صيانة البنية التحتية

القيود المفروضة على الحركة والواردات تعيق أيضًا صيانة شبكات الري والآليات الزراعية. حتى في حال بقاء الأراضي سليمة من القصف، فإن عدم القدرة على صيانتها وتزويدها بالمعدات اللازمة يجعلها غير منتجة، مما يزيد من نسبة الأراضي الزراعية غير المتاحة للاستخدام.

كيف يؤثر تدمير الأراضي الزراعية على الأمن الغذائي؟

تضافر هذه الأسباب أدى إلى انهيار شبه كامل للقطاع الزراعي في غزة، مما كان له تداعيات خطيرة على الأمن الغذائي والاقتصاد المحلي.

انهيار الأراضي الزراعية في غزة

1.انهيار الأمن الغذائي

قبل الحرب، كان القطاع الزراعي يشكل حوالي 42% من استخدام أراضي غزة لإنتاج المحاصيل والبساتين ورعي الماشية. اليوم، أدت الأضرار الواسعة إلى أن أقل من 5% من الأراضي الزراعية لا تزال متاحة للزراعة، وأن أكثر من 80% من إجمالي الأراضي الزراعية قد تضررت بشكل أو بآخر. هذا الانهيار له عواقب وخيمة على الأمن الغذائي، حيث يرتفع خطر المجاعة بين سكان القطاع بشكل كبير.

2.الآثار البيئية والاقتصادية طويلة الأمد

يؤدي هذا الدمار الواسع إلى آثار طويلة الأمد على التربة والموارد البيئية. يؤدي التلوث وتدهور التربة إلى تقليل خصوبتها، مما يجعل استعادتها عملية صعبة ومكلفة. كما أن تدمير القطاع الزراعي يهدد سبل عيش الآلاف من المزارعين والأسر التي تعتمد على الزراعة كمصدر رزق رئيسي.

اقرا المزيد هل ما زالت غزة صالحة للعيش؟ 

كيف يمكن دعم المزارعين المتضررين من التدمير؟

يواجه المزارعون تحديات جسيمة، نتيجة إلى التدمير الذي سبب خسائر فادحة في الأراضي الزراعية والمحاصيل والثروة الحيوانية.

المساعدات المادية المباشرة

تُعتبر المساعدات المادية المباشرة للمزارعين المتضررين في غزة من أهم الوسائل لدعم صمودهم واستعادة قدرتهم على العمل والإنتاج بعد الدمار الكبير الذي لحق بأراضيهم ومزارعهم.

تبرع الآن

توفير مستلزمات الإنتاج الزراعي

إمداد المزارعين بالبذور والأسمدة والأدوات الزراعية وأنظمة الري يساعدهم على استعادة نشاطهم الزراعي وإعادة تأهيل أراضيهم المتضررة. وهذا الدعم لا يقتصر على إنعاش الإنتاج فقط، بل يساهم أيضاً في تعزيز الأمن الغذائي.

تبرع الآن

جدول المحتويات

العربيةarالعربيةالعربية