غزة بعد الحرب المدمرة التي استمرت حتى عام 2025، تعيش واقعًا إنسانيًا كارثيًا، حيث خلفت الحرب دمارًا هائلاً في المباني والبنية التحتية الحيوية. نزح نحو 90% من سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، مما يجعل إعادة الإعمار مهمة ضخمة قد تستغرق عقودًا طويلة. لم تقتصر الخسائر على الدمار المادي، بل امتدت لتشمل عشرات الآلاف من القتلى والجرحى، وارتفاع معدلات البطالة إلى نحو 80%، وسقوط القطاع في دائرة الفقر والجوع والأمراض. تتطلب هذه الأوضاع جهودًا دولية منسقة وغير مسبوقة لإعادة بناء الحياة في غزة.
الدمار الشامل والأزمة الإنسانية المتفاقمة في غزة بعد الحرب
لقد أدت الحرب الأخيرة إلى مستوى غير مسبوق من الدمار في قطاع غزة، مما فاقم الأزمة الإنسانية القائمة. تقدر الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية أن أكثر من 80% من البنية التحتية في غزة قد دمرت، بما في ذلك المنازل والمستشفيات والمدارس. هذا الدمار لا يشمل فقط المباني السكنية والمرافق العامة، بل يمتد ليشمل كميات هائلة من الأنقاض التي تحتاج إلى إزالة، والتي قد تحتوي على رفات بشرية وأجهزة غير منفجرة، مما يشكل خطرًا كبيرًا على العائدين.
1.أبعاد الأزمة الإنسانية
تتجاوز التحديات الجانب المادي لتشمل أزمة إنسانية عميقة. يعاني سكان غزة من مستويات كارثية من الجوع، حيث يواجه 2.1 مليون شخص جوعًا شديدًا، وهناك مخاوف حقيقية من حدوث مجاعة. ارتفعت معدلات سوء التغذية بين الأطفال بشكل كبير، ومن المتوقع أن يعاني عشرات الآلاف من الأطفال تحت سن الخامسة من سوء التغذية الحاد. كما دمر النظام الصحي والتعليمي أو تضرر بشدة، حيث تضرر ما يقرب من 90% من المرافق الصحية، وتحولت المدارس إلى ملاجئ أو دمرت بالكامل، مما أدى إلى توقف التعليم الرسمي لأكثر من 658,000 طالب.
2.القيود على المساعدات والمعاناة الإنسانية
تفاقمت الأزمة الإنسانية بسبب القيود المفروضة على دخول المساعدات، مما يعيق جهود الإغاثة ويجعل الوضع لا يطاق. تحذر منظمات مثل الصليب الأحمر ويونيسف من “معاناة لا تُتصور”، وتدعو إلى وقف فوري للتصعيد وتسهيل وصول المساعدات. الفيديو التالي يسلط الضوء على الوضع الإنساني المتردي والحاجة الملحة للمساعدات في غزة.
اقرأ المزيد مساعدات إنسانية عاجلة من أجل غزة

تكلفة إعادة الإعمار والتمويل المطلوب في غزة بعد الحرب
تتطلب إعادة بناء غزة استثمارات ضخمة تقدر بمليارات الدولارات. تتراوح التقديرات الأولية للتكلفة المطلوبة لإعادة الإعمار بين 40 مليار دولار و 70 مليار دولار. هذه الأرقام تعكس حجم الدمار الهائل والحاجة إلى برنامج طويل الأمد يغطي السكن، الصحة، المياه، الكهرباء، والبنية التحتية الأساسية.
اقرأ المزيد إعادة الإعمار في غزة: التحديات والفرص
تقديرات التكلفة من جهات دولية: أشارت الأمم المتحدة إلى أن إعادة إعمار غزة ستتطلب حوالي 70 مليار دولار لجعلها آمنة ومستقرة. بينما قدمت تقديرات أخرى من البنك الدولي ومصر أرقامًا لا تقل عن 53 مليار دولار. هذه التقديرات تبرز أن الأمر لا يتعلق فقط بإصلاح ما دمر، بل بإعادة بناء القطاع بشكل مستدام يمكنه تحمل الظروف المستقبلية وخدمة سكانها.
التعافي الاقتصادي والاجتماعي
بالإضافة إلى الدمار المادي والأزمة الإنسانية، تواجه غزة تحديات هائلة في التعافي الاقتصادي والاجتماعي. مع ارتفاع معدلات البطالة والفقر، هناك حاجة ماسة لبرامج شاملة لخلق فرص العمل ودعم المجتمعات.
خطط التعافي الاقتصادي: تشمل خطط التعافي الاقتصادي برامج توظيف طارئة، ومنحًا للشركات الصغيرة والمتوسطة، وتطوير المهارات والتدريب المهني. الهدف هو إعادة تنشيط الاقتصاد المحلي وتوفير سبل العيش للسكان الذين تضرروا بشدة من الحرب. ومع ذلك، فإن نجاح هذه الخطط يعتمد بشكل كبير على رفع الحصار وتسهيل حركة البضائع والأشخاص.

