شهد الفلسطينيون حملات اعتقال مستمرة من قِبل قوات الاحتلال الإسرائيلي قبل اندلاع حرب 7 أكتوبر 2023، إلا أن وتيرة هذه الاعتقالات تصاعدت بشكل غير مسبوق منذ بدء العدوان، حيث اعتُقل آلاف الفلسطينيين، بينهم نساء وأطفال وكبار في السن. وتتم هذه الاعتقالات غالبًا دون تهم واضحة أو محاكمات عادلة، في ظل ظروف احتجاز قاسية وغير إنسانية. وفي خضم هذه الانتهاكات، يبرز أبناء الأسرى في غزة كواحدة من أكثر الفئات تهميشًا ومعاناة، إذ يُحرمون من حقهم في العيش بكرامة، ويعانون من آثار نفسية واجتماعية عميقة، وتجاهل احتياجاتهم الأساسية. هذه الفئة تدفع ثمنًا باهظًا لصمت العالم، وتواجه الإهمال على المستويين الحقوقي والإنساني.
ما هي حملة دعم أبناء الأسرى في غزة؟
يقوم فريق سواعد فلسطين الخيري على حملة دعم أبناء الأسرى في غزة التي تهدف إلى تقديم دعم إنساني مباشر لأبناء الأسرى من غزة الذين يعانون من فقدان أحد الوالدين وظروف الحياة القاسية تحت الحصار، حيث بلغ عدد الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية منذ 7 أكتوبر 2023، إلى حدود منتصف يناير 2024 ما قُدِّرهم 5835 أسيراً وأسيرة، بينهم 170 طفلاً. أبرز مكونات الحملة:
1- وجبات يومية لأبناء الأسرى بهدف تخفيف الجوع والحرمان
في ظلّ الحصار والفقر المتزايد في قطاع غزة، تعاني العديد من العائلات، وخاصة أبناء الأسرى، من انعدام الأمن الغذائي.تركز حملة دعم أبناء الأسرى على توفير وجبات غذائية يومية للأطفال بهدف تخفيف حدة الجوع وسدّ الفجوة الغذائية التي تهدد صحتهم ونموهم.
2- توفير ملابس وأدوات مدرسية
يُحرم أبناء الأسرى من أبسط حقوقهم الأساسية، ومن بينها الحق في ارتداء ملابس مناسبة والالتحاق بالمدرسة، خاصة مع انقطاع التعليم لأكثر من سنة ونصف جتى الآن، وتسعى الحملة إلى تزويدهم بما يلزم من ملابس وأدوات مدرسية، لإعادة إدماجهم في الحياة التعليمية والاجتماعية، وتعويض جزء من غياب الاستقرار الأسري.
3- تزويد العائلات بالمواد الأساسية والإغاثية
في ظل انقطاع الكهرباء والمياه، ونفاد المواد التموينية الأساسية بفعل الحصار والحرب، تواجه عائلات الأسرى صعوبة شديدة في توفير الاحتياجات اليومية. تسعى الحملة إلى تزويد هذه العائلات بحصص غذائية جافة، ومنظفات، وأدوات معيشة أساسية، بهدف تعزيز صمودها وتوفير الحد الأدنى من مقومات الحياة، خاصة في ظل غياب المعيل وتفاقم الأوضاع الإنسانية.
كيف يؤثر اعتقال الأسرى على عائلاتهم؟
مع استمرار الحرب على غزة وتصاعد وتيرة العدوان يوميًا، تتضاعف معاناة عائلات الأسرى بشكل كبير، لا سيما الأطفال وصغار السن، إذ يواجهون تحديات تفوق قدرتهم على التحمل والمواجهة، حيث يُحرم الأطفال من وجود أحد الوالدين، أو كلاهما، ما يسبب اضطرابات نفسية وشعور مستمر بالحرمان والخوف. كما تعاني العائلات من قلق دائم، خاصة في ظل انقطاع الأخبار أو عدم معرفة مكان أو ظروف الاعتقال، وفي كثير من الحالات، يكون الأسير هو المعيل الأساسي للعائلة، ما يترك العائلة في وضع اقتصادي صعب، خصوصاً مع الحصار وارتفاع الأسعار في غزة.
إضافة إلى أن الأمهات الأسيرات يُحرمن من أطفالهن، وقد يُفصل الأطفال عن أمهاتهم في سن مبكرة. كما تُمنع الزيارات ويتم قطع سبل الاتصال بين الأسرى وذويهم، ما يترك العائلة في ظلمة تامة، لا تعرف إن كان ابنها حيًا أو مصابًا أو يتعرض للتعذيب، ما يخلق ألمًا نفسيًا كبيرًا لا يُحتمل.
اقرأ المزيد صراع من أجل البقاء في وجه الاحتلال:
كيف يمكن المشاركة في حملة دعم أبناء الأسرى في غزة؟
1. التبرع المالي المباشر
يُعد التبرع بالمال الوسيلة الأسرع والأكثر تأثيرًا، حيث يُستخدم مباشرة في:
-
توفير الوجبات الغذائية اليومية.
-
شراء الملابس والأدوات المدرسية.
-
دعم العائلات بالمواد الأساسية.
من خلال التبرع عبر موقع الحملة الرسمية. تبرع الآن:
2. نشر الحملة ودعمها إعلاميًا
حتى لو لم يكن بالإمكان التبرع، فإن مشاركة الحملة على وسائل التواصل، أو الحديث عنها في المحيط الاجتماعي، يساهم في إيصال صوت أبناء الأسرى ومعاناتهم، ويشجع المزيد من الناس على التفاعل والمساهمة.